كتاب الصولي شاعرا دراسة فنية تحليلية لأهم أغراض الشعر عنده
ويمدح قائده –ابن ياقوت- بالشجاعة والبأس، وأنه قبلة الحرب، المؤيد بنصر الله فيقول:
يا إمام الهدى استمع لوليِّ ... سائر في مديحكم ركاضِ
يفضل الناس في الشجاعة والبأس ... كفضل الدَّيس لابن مخاض
قبلة الحرب حين تجتنب الحر ... ب وتدرى خيولها في العراضِ
ويمدح الصولي الأمير توزون بالإقدام والفتك والجرأة يوم احتدام الوغى، والتقاء الأقران، فيقول:
عرفت بإقدام وفتك وجرأة ... فما أحد في كل ذلك ينكرك
إذا التقت الأقرانُ واحتدم الوغى ... فسيفك بالنصر القريب يبشرك
وإن جر يومًا عسكرًا ذو تجمع ... فسيفك فردًا في قتالك عسكرك
ويساير الصولي –في مدائحه- تيار الشعر المتوارث، فيمدح الراضي بأكبر الصفات والمعاني التي كان يفاخر بها العرب وهي صفة الكرم حيث يقول:
أمواله نحونا موجهة ... بنائل لا تحث ورّده
يعلى لنا الحال والمحل به ... فلا سؤال له نردِّده
ويبالغ في مديحه بالكرم، فيصفه بأنه النبع الصافي الذي منه يرتوي الناس، وأن جوده شمل كل من حوله، وأن بشره زائد العطاء، ويربط بين سخائه وصورة البرق الذي يلمع في السماء دليلاً على انهمار الغيث، ويقول إن هذا العطاء والسخاء يأتي تكرمًا دون سؤال إنسان أو تذكير من أحد، فالعطاء يجري من يديه إلى الناس خالصًا، كما تجري المياه من منابعها صافية.
يقول:
يرِدُ الناس منه أغدار جود ... طيب الورد مترع الأحواضِ
بشره زائد العطاء كما البر ... ق دليل الغوث بالإيماضِ
صافيًا من تكدر المطل يجرى ... جرى ماء صافٍ على رضراض
الصفحة 127
208