كتاب الصولي شاعرا دراسة فنية تحليلية لأهم أغراض الشعر عنده
نار الفتنة التي أشعلها, كما أخمد الفاتحون المسلمون نار المجوس , فانهار العرش الذي الذي بناه لنفسه ذلك اللعين, وسلب منه سريعا. بل أسرع مما سلب العرش من يدي الملكة بلقيس. يقول:
مر دواج بسيف حظك مقتـ ... ل فأهون بذاك من مرموس
قصفته رياح أيامك الغـ ... ر فأخمدت منه نار المجوس
ثل عرش العين أسرع مما ... سلب العرش من يدي بلقيس
وخصيصة بارزة في مدائح الرجل- وهي دائما أنه ينتقل من المجال الغيري- المديح- إلى المجال الذاتي, فيتحدث عن نفسه وعن أحواله في جميع مراحلها. فهو في كثير من مدائحه للخلفاء يذكر أنه السابق إلى مديحهم, وأنه يتقدم كل الناس بالرغم مما عاناه من كيد الكائدين وبغضهم, وأنه اختار لهذه المدائح أشعارا لم يُقَل مثلها, ولا امتدح بمثلها خليفة من قبل, وتقدم بها إلى الخليفة في قصيدة عصماء تناسب جلالته ومكانته. يقول:
وتقدمت في مدحي له النا ... س على الرغم من ذوي الأبغاض
وافترعت الأبكار من عزة الشعـ ... ر فذلك صعبها بامتضاض
ويقول أيضا:
لي سبق المديح منك على النا ... س وفخر باسبق في التأسيس
ويقول: إن الشعر كثير , يطلق في أناس وممدوحين مختلفين, ولكن شعري وقف على مديح أمير المؤمنين مقصور عليه, لأنه أولى به وأقدر على تقويمه..
يطلق الشعر في أناس وشعري ... وقف مدح على الإمام حبيس
ويتحدث عن غبطته وسعادته لأن الخليفة اختار ليكون له جليسا ونديما, ويبين مدى سعادته, لأنه يستمتع بعذب حديثه المستفاض, ويقول: انه بلغ غايته ومناه, وبشره الناس بالغنى بعد الفقر, وبالعز بعد الذل, وأصبح ينام قرير العين مرتاح البال. يقول:
الصفحة 134
208