كتاب جزء فيه ذكر حال عكرمة مولى عبد الله بن عباس وما قيل فيه

وسعيد، قال: فَحَدَّثَهم، فلما قامَ قُلْتُ لهم: تُنكران مما حَدَّث شيئًا؟ قالا: لا.
وقال أيوب: قَدِمَ علينا عكرمة فاجتمع الناس عليه حتى أُصعد فوق [ظهر] بيت (¬1).
وقال أيوب: حدَّثني صاحب لنا قال: كنت جالسًا إلى سعيد وعكرمة وطاوس -وأظنه قال: وعطاء- في نَفَرٍ، قال: فكان عكرمةُ صاحبَ الحديث يومئذٍ، قال: وكأَنَّ على رؤوسهم الطيرُ، فإذا فرغ، فمن
قائل بيده هكذا -وعقد المئين- ومن قائل برأسه هكذا -يميل رأسه- قال: فما خالَفَهَ أحدٌ منهم في شيء؛ إلاَّ أنه ذكر الحُوتَ، فقال: كان يسايرهما في ضحضاحٍ من الماء؛ فقال سعيد بن جبير: أشهد على ابن عباس وسمعته يقول: كانا يحملانه في مِكْتَل (¬2). قال أيوب: أُراه كان يقول القولين جميعًا (¬3).
29 - وقال سفيان الثوري: خذوا تفسير القرآن عن عكرمة، وعن سعيد بن جُبير، ومجاهد، والضحاك. فبدأ بعكرمة.
30 - وروي عن ابن هبيرة قال: قدم علينا عكرمةُ مصرَ، فجعل (¬4) يحدثنا بالحديث عن الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يحدثنا به عن غيره.
قال: فأتينا إسماعيل بن عُبيد الأنصاري، وقد كان سمع من ابن عباس، فذكرنا ذلك له، فقال لنا: أَخْبُرُهُ. قال: فأتاه فسأله عن أشياء -مسائل-
¬__________
(¬1) "تهذيب الكمال" 20/ 274، وما بين المعقوفتين زيادة منه.
(¬2) المكتل: الزنبيل، وهو القفة: وعاء من الجلد أو غيره لنقل الحبوب وغيرها.
(¬3) "المعرفة والتاريخ" 2/ 7، و"تهذيب الكمال" 20/ 372 - 373، بلفظ مغاير.
(¬4) غير واضحة، ويمكن أن تكون: فكان، والله أعلم.

الصفحة 25