كتاب جزء فيه ذكر حال عكرمة مولى عبد الله بن عباس وما قيل فيه

الغُرباء": وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الِإباضية يُعرَفون بالصُّفْريَّة يزعمون أنهم أخذوا مذهبهم عن عكرمة مولى ابن عباس (¬1).
50 - وقال أبو نُعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان": عكرمة مولى عبد الله بن عباس، كان كثير الجوَلان والتطواف في البلدان، قدم على الوالي بأصبهان فأجازه بثلاثة آلاف درهم.
وذكر عن يزيد النحوي أنه قال: خرجت حاجًّا فلقيتُ عكرمة في مفازة يزْد، فدنوتُ منه فَسَلَّمْتُ عليه، ثم قُلْتُ: كيف أنت يا [أبا] (¬2) عبد الله؟ فقال: بخير ما لم أَرَكَ وأصحابكَ! فَقُمْتُ عنه.
وذكر الحافظ أبو عبد الله النيسابوري في "تاريخ نيسابور" عن يزيد النحوي قال: كُنتُ قاعدًا عند عكرمة بمروة فأقبل مقاتل وأخوه -ابنا حيَّان- فوقفا عليه؛ فقال مقاتل: يا أبا عبد الله! ما تقول في نبيذ الجرِّ؟ فقال عكرمةُ: هو حرامٌ؛ مثل الميتة والدم ولحم الخنزير. قال: فما تقول فيمن يشربه؟ قال: أقول أن كل شربة منه كفرة! قال يزيد: فقلتُ: واللهِ لا أدعُ شُرْبَ نبيذِ الجرِّ أبدًا حتى ألقى اللهَ
عزَّ وجلَّ! فوثَبَ عكرمة وقام مغضبًا منتفخًا، وقال لي: أبعدك الله! قال يزيد: فانطلقتُ حاجًّا، فلقيته في مفازة يَزْد؛ فدنوت منه فَسَلَّمْتُ ثُمّ قُلْتُ له: كيف أنت يا أبا عبد الله؟ قال: بخير ما لم أَرَكَ وأصحابَكَ! فَقُمْتُ عنه.
¬__________
(¬1) "مقدمة فتح الباري" (193)، ط. إبراهيم عطوة عوض.
(¬2) سقط من الأصل.

الصفحة 30