كتاب مفهوم الأسماء والصفات (اسم الجزء: 2)

وبصره نافذ فيهم. فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء1.
وأما اقتران اسم (السميع) سبحانه باسم (القريب) ، وإضافته إلى الدعاء، فإنه سبحانه وهو فوق عرشه يسمع كل حركة وسكنة ولفظة من خلقه. وكل دعاء من عباده، فيجيب من يدعوه لشدة قربه منهم، فهو عليٌّ في قربه قريب في علوه. كما قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة آية 186) ، وكما قال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق آية 16) ، وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ".
__________
1 المرجع السابق ص195.
المستمع:
وهو اسم من أسماء الله تعالى على وزن (مفتعل) . وقد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة2 بصيغة الجمع بلفظ (مستمعون) بالرفع، في قوله تعالى: {قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} (الشعراء آية 15) .
ومعنى (مستمع) أي سامع لموسى وهارون عليهما السلام -وسامع لكل خلقه بلا ريب- وذلك كقوله لهما: {لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (طه آية 46) أي أنه يسمعهما -وهو فوق عرشه- ماذا يقولان لفرعون ويراهما وهما تحت حفظه وتأييده3.
وقد قيل إن (سمع) تأتي بمعنى أجاب، وذلك في مثل ما يقول المصلي عند رفعه من الركوع: "سمع الله لمن حمده" أي استجاب4.
__________
2 المعجم المفهرس.
3 تيسير العلي القدير المجلد الثالث ص202.
4 مرجع الزجاج ص42.
العزيز:
هو اسم من اسماء الله تعالى على وزن (فعيل) ، وقد ورد في القرآن الكريم تسعا وثمانين مرة5 منها اثنتان وثمانون6 بلفظ (العزيز) أو (عزيز) بالرفع، في مثل قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (البقرة آية 129) ، وقوله: {لا إِلَهَ إِلا َّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران آية 18) . وقوله: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة آية 38) ، وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} (هود آية 66) . وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (إبراهيم آية 47) . وقوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (الشعراء آية 9) ، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر آية 28) .
ومنها ست مرات7 بلفظ (عزيزا) بالنصب من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً} (النساء آية 56) . وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} (النساء آية 158) . وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} (الأحزاب آية 25) . وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} (الفتح آية 19) .
__________
6 المعجم المفهرس.
7 المعجم المفهرس.

الصفحة 66