كتاب من عقائد السلف (الرد على الجهمية)

2- (39) أخبرنَا أَحْمد بن عَمْرو، ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا ابْن وهب، أنبا يُونُس1 عَن ابْن شهَاب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب2 أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة حدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ:
"احْتج آدم ومُوسَى عِنْد ربهما، فحج آدم مُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَقَالَ مُوسَى: أَنْت الَّذِي خلقك الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيك من روحه، وأسجد لَك مَلَائكَته، وأسكنك فِي جنته، ثمَّ أهبطت النَّاس بخطيئتك الأَرْض، فَقَالَ آدم: أَنْت مُوسَى اصطفاك الله برسالته، وبكلامه، وأعطاك الألواح فِيهَا تبيان كل شَيْء وقربك نجيا، فبكم وجدت الله كتب التَّوْرَاة قبل أَن يخلقني. فَقَالَ مُوسَى بِأَرْبَعِينَ عَاما، قَالَ آدم: فَهَل وجدت فِيهَا {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (طه/121) قَالَ: نعم، قَالَ: فتلومني على أَن عملت عملا كتبه الله عليَّ أَن أعمله قبل أَن يخلقني بِأَرْبَعِينَ سنة، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فحج آدم مُوسَى" 3.
3- (40) أخبرنَا أَبُو عَمْرو أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم مولى بني هَاشم، ثَنَا أَبُو أُميَّة الطرسوسي، ثَنَا أَبُو الْوَلِيد، ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار، ثَنَا يحي ابْن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة، حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة، أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول:
"تحاج آدم ومُوسَى فَقَالَ آدم لمُوسَى: أَنْت الَّذِي اصطفاك الله على خلقه وفضلك برسالته، ثمَّ صنعت الَّذِي صنعت، النَّفس الَّتِي قتلت، قَالَ مُوسَى لآدَم: فَأَنت آدم الَّذِي خلقك الله بِيَدِهِ، وأسجد لَك مَلَائكَته وأسكنك جنته ثمَّ فعلت الَّذِي فعلت لَوْلَا مَا فعلت دخلت ذريتك الْجنَّة، فَقَالَ آدم: تلومني فِي أَمر قد قدر عَليّ قبل أَن أخلق، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حج آدم مُوسَى" 4.
4- (41) أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْقطَّان بنيسابور، ثَنَا أَحْمد بن يُوسُف السّلمِيّ، ثَنَا النَّضر بن مُحَمَّد الجرشِي، ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار، ثَنَا يحي بن أبي كثير، ثَنَا
__________
1 يُونُس - هُوَ ابْن يزِيد بن أبي النجاد الْأَيْلِي ... ثِقَة إِلَّا أَن فِي رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ وهما قَلِيلا، وَفِي غير الزُّهْرِيّ خطأ، من كبار السَّابِعَة، مَاتَ سنة تسع وَخمسين على الصَّحِيح، روى عَن ابْن شهَاب، وَعنهُ ابْن وهب، تقريب 2/ 386. تَهْذِيب 11/ 45.
2 حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ الْمدنِي، ثِقَة، من الثَّانِيَة، مَاتَ سنة خمس وَمِائَة على الصَّحِيح، رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة، وَعنهُ ابْن شهَاب. تقريب 1/ 203. تَهْذِيب 3/ 45.
3 إِسْنَاده حسن.
4 فِيهِ مُتَابعَة أبي سَلمَة لحميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة، وَقد جَاءَ فِيهِ تَقْدِيم قَول آدم على قَول مُوسَى، وَلَعَلَّ هَذَا من عِكْرِمَة بن عمار وَهُوَ الْعجلِيّ أَبُو عمار اليمامي، وَهُوَ صَدُوق يغلط، وَفِي رِوَايَته عَن يحيي بن أبي كثير اضْطِرَاب، انْظُر تَرْجَمته فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب 7/ 261، وتقريب التَّهْذِيب 2/ 30.
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات ص 315.

الصفحة 214