كتاب من عقائد السلف (الرد على الجهمية)

أَبُو سَلمَة قَالَ عِكْرِمَة بن عمار وسمعته من عبد الله بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ1، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تحاج آدم ومُوسَى، فَقَالَ آدم: يَا مُوسَى أَنْت الَّذِي بَعثك الله برسالته، واصطفاك بِكَلَامِهِ على خلقه، ثمَّ فعلت كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدم أَنْت آدم أَبُو النَّاس الَّذِي خلقك جلّ وَعز بِيَدِهِ، وأسجد لَك مَلَائكَته، وأسكنك جنته ثمَّ صنعت الَّذِي صنعت فلولا أَنْت لدخل ذريتك الْجنَّة، قَالَ آدم لمُوسَى: أتلومني على أَمر قدر عليَّ قبل أَن يخلقني، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فحج آدم مُوسَى" 2.
5- (42) أخبرنَا أَبُو عَمْرو، ثَنَا أَبُو أُميَّة، ثَنَا حَامِد بن يحي3، عَن أَيُّوب ابْن النجار اليمامي4 ثَنَا يحي بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " (تحاج) آدم ومُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدم أَنْت أَبونَا خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وأسجد لَك مَلَائكَته، خَيَّبْتَنَا وأخرجتنا من الْجنَّة، فَقَالَ آدم: أَنْت مُوسَى كلمك الله تكليما، وَخط لَك التَّوْرَاة بِيَدِهِ واصطفاك برسالته، فبكم وجدت فِي كتاب الله تَعَالَى {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} قَالَ: بِأَرْبَعِينَ سنة، قَالَ: فتلومني على أَمر قدره الله عَليّ قبل أَن يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سنة، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فحج آدم مُوسَى".
وَهَذِه الْأَحَادِيث صِحَاح ثَابِتَة لَا مدفع لَهَا، وَلِهَذَا الحَدِيث طرق عَن أبي هُرَيْرَة مِنْهَا أَبُو سَلمَة5 وَمُحَمّد بن سِيرِين 6 والأعرج، وَسَعِيد بن الْمسيب وَغَيرهم7.
__________
1 هُوَ عبد الله بن عبيد، بِالتَّصْغِيرِ بِغَيْر إِضَافَة ابْن عُمَيْر اللَّيْثِيّ الْمَكِّيّ، ثِقَة، من الثَّالِثَة اسْتشْهد غازيا سنة ثَلَاث عشرَة، م عَم. تقريب 1/431. روى عَنهُ عِكْرِمَة بن عمار، تَهْذِيب 5/308. تَهْذِيب الْكَمَال 5/355 مُصَور بالجامعة الإسلامية.
2 إِسْنَاده حسن، فقد صرح يحيي بن أبي كثير بِالتَّحْدِيثِ، ثمَّ إِن عِكْرِمَة بن عمار الَّذِي فِي رِوَايَته عَن يحيي بن أبي كثير اضْطِرَاب، قد رَوَاهُ عَن عبد الله بن عبيد الله بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ غير أَن فِيهِ تَقْدِيم قَول آدم على قَول مُوسَى، وَهَذَا يُخَالف الرِّوَايَات الْأُخْرَى.
3 حَامِد بن يحيي بن هَانِئ الْبَلْخِي، ثِقَة حَافظ، من الْعَاشِرَة، مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، رُوِيَ عَن أَيُّوب بن النجار، تَهْذِيب 2/169. تقريب 1/146.
4 أَيُّوب بن النجار بن زِيَاد الْحَنَفِيّ، أَبُو إِسْمَاعِيل قَاضِي الْيَمَامَة. ثِقَة مُدَلّس من الثَّامِنَة./ خَ م س. وَفِي التَّهْذِيب قَالَ ابْن أبي مَرْيَم، عَن ابْن معِين ثِقَة صَدُوق، وَكَانَ يَقُول: لم أسمع من يحيي بن أبي كثير إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا: التقى آدم ومُوسَى. قلت: وَهُوَ هَذَا الحَدِيث وَقد صرح فِيهِ بِالْحَدِيثِ، انْظُر تَهْذِيب 1/413. تقريب 1/91.
5 خَ/ فِي التَّفْسِير/ بَاب/ فَلَا يخرجنكما من الْجنَّة فتشقى. فتح الْبَارِي 8/434 ح 4838 من طَرِيق قُتَيْبَة، ثَنَا أَيُّوب بن النجار، عَن يحيي بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة.
6 خَ/ التَّفْسِير/ بَاب/ واصطنعتك لنَفْسي، فتح الْبَارِي 8/434 ح 4836.
7 مِنْهُم أَبُو صَالح عَن أبي هُرَيْرَة. ت/ أَبْوَاب الْقدر، 6/336، ح 2217 تحفة الأحوذي.
وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات ص 316. من طَرِيق أبي الزِّنَاد وَهُوَ عبد الرَّحْمَن.

الصفحة 215