كتاب حول الشعر التعليمي (اسم الجزء: 2)
وهي مشهورة وموجودة"1 ... ولكن لم يصل منها غير هذا الذي أشار إليه ابن المعتز.
كما قام ((حمدان بن أبان اللاحقي)) بوضع أرجوزة طويلة في الحب وحيل المحبين اختار منها أو بكر الصولي ثمانية أبيات ومائة بيت أثبتهما في كتابه ((الأوراق)) بدئت بقوله:
ما بال أهل الأدب ... منّا وأهل الكتب
قد وضعوا الآدابا ... واتبعوا الأصحابا
لكل فن دفتر ... منقط محبر
ففرقت أجناسا ... وعلموها الناسا
بالحيل الرقيقة ... والفطن الدقيقة
فارشدوا الضلالا ... وعلموا الجهالا
سوى المحبين فلم ... يرعوا لهم حق الذمم
في علم ما قد جهلوا ... وما به قد ابتلوا
ويمضي حمدان اللاّحقي إلى أن يقول في آخر منظومته:
قد تم مني الوصف ... ولم يخني الرصف
وانقضت القصيدة ... محبوبة حميدة
والحمد للرحمن ... ذي العزّ والسلطان
والذم للشيطان ... ذي الذم والطغيان2
ومن أروع ما جاء في هذا اللون من الشعر التعليمي ما أورده ابن المعتز في أرجوزته الطويلة ((ذم الصبوح)) ... إذ يصور شارب الخمر في أتعس حالاته وأبأس أوضاعه، فيقول في آخر قصيدته:
فمن أدام للشقاء هذا ... من فعله والتذه التذاذا
لم يلف إلا دنس الأثواب ... مهوّسا مهوّس الأصحاب
فازداد سهوا وضنى وسقما ... ولا تراه الدهر إلا فدما
ذا شارب وظفر طويل ... ينغص الزاد على الخليل
ومقلة مبيضة المآقي ... وأذن كحقة الدباق
__________
1 طبقات ابن المعتز ص 226.
2 الأوراق للصولي –قسم أخبار الشعراء- ص 57 -62.
الصفحة 214
376