كتاب إرشاد العباد في فضل الجهاد

وقال لقمان لابنه: إذا أخطأتَ خطيئة فأعط صدقة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنَّ الأعمال تتباهى، فقالت الصدقة: أنا أفضلها.
وقال عليه الصلاة والسلام: "تجافوا عن ذنب السخيّ، فإنَّ اللهَ أخذ بيده كلما عَثَر، وإيَّاكم والبخل، فإنه من أقبح الخصال" (¬1).
ومؤثره لا يصفى له حال؛ وسبب ذلك: حُبُّه لهذا الغَرَض الفاني، واشتغاله عن طاعة مولاه بالتعلُّل والأماني، ولم يعلم المسكين أنَّ حُبَّ الدنيا رأس كل خطيئة، وبغضها رأس كل حسنة، قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)} [النازعات: 37 - 41].
وقال عليه الصلاة والسلام: "الدُّنيا ملعونةٌ مَلْعونٌ ما فيها إلَّا ذِكْرَ اللهِ وما والاهُ" (¬2).
وقال عليه الصلاة والسلام: "احذروا الدُّنيا، فإنها أسحر من هاروت وماروت" (¬3).
¬__________
(¬1) أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (570)، والطبراني في "الأوسط" (5706) من حديث ابن عباس، وهو ضعيف. قال الهيثمي في "المجمع" (6/ 282): "وفيه جماعة لم أعرفهم".
(¬2) أخرجه الترمذي (2323)، وابن ماجه (4112) وغيرهما من حديث أبي هريرة، وهو صحيح.
(¬3) حديث منكر لا أصل له، كما ذكر ذلك الحافظ العراقي في "تخريج الِإحياء" (3/ 2004).

الصفحة 33