كتاب إخلاص الوداد في صدق الميعاد

له: ما زِلْتُ هنا في انتظارك منذ أَمْسِ.
وقيل: انتظره ثلاثة أيام، وقيل: فعل مثله نبينا - صلى الله عليه وسلم - قبل بعثه، ذكره النَّقَّاش (¬1).
ورواه الترمذي وغيره عن عبد الله بن أَبِي الحَمسَاءِ قال: بايعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُبْعَثَ وبَقِيَت لَه بَقِيَّة، فوعدته أن آتيه في مكانه فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو عليه السلام في مكانه فقال: يَا فَتَى، لَقَد شَقَقْتَ عَلَيَّ أنا ها هنا منذ ثلاث (¬2).
وقيل: إنَّ إسماعيل انْتَظَر مَنْ وَعَدَه اثنين وعشرين يومًا، ذكره
¬__________
(¬1) لابن النَّقَّاش الشافعي (763 هـ) تفسير "السابق واللاحق" وصفه الحافظ السخاوي بأنه تفسير مُطَوَّل الْتَزَم فيه بِأَلاَّ يَنقُل حَرفًا واحدًا مِن تَفسيرِ مُتَقَدِّم؛ ولكنه لم يكتمل. انظر: وجيز الكلام 1/ 124، ولا يزال في عداد المفقود من تراثنا، فلعل الزمن يكشف عنه في إحدى الخزائن التراثية من بلاد العالم.
وقد أورد هذه القصة عن إسماعيل عليه السلام من رواية مقاتل وابن جريج: الطبري في تفسيره 8/ 351، والبغوي في معالم التنزيل 3/ 166، وابن كثير في تفسيره 3/ 122، وأورده القرطبي في تفسيره 11/ 115، والسيوطي في الدر المنثور 5/ 516.
(¬2) أخرجه أبو داود في سننه ح (4996) كتاب الأدب، باب في العدة، وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ح (457) ص 236، والخرائطي في مكارم الأخلاق ح (177) 1/ 194، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 198.
والحديث في إسناده ضعف، فيه عبد الله بن ميسرة، ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة وغيره. انظر: الجرح والتعديل 5/ 177، والتهذيب 2/ 441.
وقال الحافظ السخاوي بعد إيراد إسناده: وفي إسناده خُلْفٌ. انظر: المغني عن حمل الأسفار للعراقي 2/ 802، والتماس السَّعد للسخاوي ص 67.

الصفحة 28