كتاب ما يفعله الأطباء والداعون بدفع شر الطاعون

والأحاديث في ذلك كثيرة، ومن أراد المزيد فليراجع كتابنا: "تَحْقِيق الظُّنُون بِأَخْبَارِ الطَّاعُون" (¬1).
قالوا: وهو مِن وَخْزِ (¬2) الجن، أي: طعنهم.
روى عبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل في مسنديهما، وابن أبي الدنيا، والبزار، وأبو يعلى، والطبراني، وابن خزيمة في صحيحه، والحاكم وصحَّحه، والبيهقي في الدلائل من طرق عديدة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُون"، قِيلَ: يا رَسُول الله، هذَا الطَّعْنُ قَد عَرَفْنَاهُ، فَمَا الطَّاعُونُ؟ قال: "وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الجِنِّ، وفي كُلٍّ شَهَادَة" (¬3).
¬__________
= والداني في السنن الواردة في الفتن ح (325) 3/ 689 من حديث ابن مسعود موقوفًا.
(¬1) مخطوط ل/ 31 ب - 34 ب ضمن مجموع عن نسخة المكتبة الوطنية بباريس.
(¬2) الوَخْزُ: طعن ليس بنافذ، ويقال أيضًا لكل شيء قليل: وَخْز. انظر: النهاية لابن الأثير 5/ 163، ولسان العرب [مادة: وخز].
(¬3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 395، والبزار في مسنده ح (2986) 8/ 16، وأبو يعلى في مسنده ح (7226) 13/ 194، والطبراني في الأوسط ح (1418) 2/ 109، والحاكم في المستدرك ح (158) 1/ 114، والبيهقي في الدلائل 6/ 384. قال الهيثمي في المجمع 2/ 311: رواه أحمد بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح. والحديث إسناده فيه ضعف، فيه جُبَارة بن المغلس، ضعَّفه ابن معين والبخاري وابن عدي. انظر: تهذيب التهذيب 1/ 288.
ويشهد لِكَوْنِ الموت بالطَّاعون شَهَادَة حديث أنس الذي أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، باب ما يذكر في الطَّاعون ح (5732)، ولفظه: "الطَّاعون شهادة لكل مسلم"، وحديث عائشة ح (5734) بنحوه. وانظر في الكلام على =

الصفحة 40