كتاب ما يفعله الأطباء والداعون بدفع شر الطاعون

تُقْبَلْ صلاَتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَة" (¬1).
وروى الإِمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اقْتبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُوم اقْتبَس شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ" (¬2).
وروى الإِمام أحمد من حديث سمرة رضي الله عنه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونٍ أَنَّ كُسُوف هذه الشَّمْسَ، وكُسُوفَ هذَا القَمَر، وزَوَالَ هذِهِ النُّجُوم عَن مَطَالِعِهَا لِمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاء مِن أَهْلِ الأَرْضِ، وَإِنَّهُم قَد كَذَبُوا، وَلكِنَّهَا آيَاتٌ يَعتَبِر بِهَا عِبَادُه لِيَنْظُر مَنْ يُحدث لَه مِنْهُم تَوْبَة" (¬3).
ومما يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ المُنَجِّمين إجماعُهُم عندما تَمَّ بِنَاءُ بغداد أن لا يموت بها خليفة، وشاع ذلك الأمر حتى هَنَّأ الشُّعَرَاء الخليفة المنصور (¬4) بذلك، ثم قوي هذا الظن لما مات المنصور بطريق مكة، ثم
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم في صحيحه ح (5782) كتاب الطب، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
(¬2) أخرجه أحمد في مسنده 1/ 227، وأبو داود في السنن ح (3905) 4/ 226 كتاب الطب، وابن ماجه في السنن ح (3726) 2/ 1228 كتاب الأدب، وابن أبي شيبة في مصنفه 5/ 239.
(¬3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 16، وابن خزيمة في صحيحه ح (1397) 2/ 325، والطبراني في الكبير ح (6797) 7/ 188، وإسناده فيه ضعف لجهالة ثعلبة بن عباد، ذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس، وكذا قال ابن حزم، وتبعه ابن القطان. انظر: تهذيب التهذيب 1/ 272.
(¬4) هو: عبد الله بن محمد بن علي أبو جعفر المنصور، الخليفة العباسي، بويع له =

الصفحة 51