كتاب ألفية ابن مالك منهجها وشروحها (اسم الجزء: 65-66)

"الخلاصة" المعروفة بـ "الألفية "، فقد سارت بذكرها الركبان، وتبارى العلماء على مرّ العصور في شرحها، أو اختصارها، أو محاكاتها، أو نقدها1.
و"الألفية": منظومة علمية تعليمية، اختصرها من منظومته الكبرى "الكافية الشافية"، وجعلها في أرجوزة لطيفة، جمعت خلاصة النحو، وأغلب مباحث الصرف، في إيجاز محكم، مع الإشارة أحياناً إلى مذاهب العلماء، وبيان ما يختاره من آراء.
ألا ترى إلى قوله في بيان حركة نون المثنى، وما جُمعَ على حَدِّه
ونُونَ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ التحق
... فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ
ونُونُ مَا ثنِّيَ وآْلمُلْحَقِ بِهْ ... بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فآنْتَبِهْ 2
أو إلى قوله في أحوال انفصال الضمير واتصاله:
وفي اخْتِيَارٍ لا يجيء المُنْفَصِلْ ... إِذَا تَأتَّى أنْ يَجِيءَ المُّتَّصِلْ
صِلْ أو افصل هَاء "سَلْنيِه"وَمَا ... أشْبَهَهُ في "كُنْتُهُ" الْخُلْفُ انْتَمَى
كَذَاكَ خِلْتَنِيهِ وَاتِّصَالا ... أخْتَارُ غَيْري اخْتَارَ الانفصالا 3
أو إلى قوله في حكم "أنِ" المخففة:
وإنْ تُخَفَّفْ "أنَّ"فاسْمُهَا اسْتَكَنّ ... وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً منْ بَعْدِ "أنْ"
وَإِنْ يَكُنْ فِعْلاً وَلمْ يَكُنْ دُعَا ... وَلَمْ يَكُنْ تَصْرِيفُهُ مُمْتَنِعَا
فَالأحْسَنُ الْفَصْلُ بِ "قَدْ" أو نَفْيٍ أو ... تَنْفِيسٍ أو"لَوْ"وَقَلِيلٌ ذِكْرُ"لَوْ" 4
__________
1نفح الطيب ج2 ص 222- 233، والأعلام ج6 ص 233، ومعجم المؤلفين ج1 ص 234، وطبقات الشافعية للأسنوي ج اص 166، وج2 ص 165، وتاريخ الإِسلام للذهبي، الجزء الأخير، وحدائق الأنام لابن عبد الرازق الدمشقي ص 204- 205، ودائرة المعارف الإسلامية ج1 ص 272، 274، وهدية العارفين ج 6 ص130، والخضري على ابن عقيل ج اص 7، وابن حمدون على المكودى ج1 ص 9ـ10والصبان على الأشموني ج اص 7-8، ومقدمة الألفية ص135، طبعة مكتبة طيبة بالمدينة المنورة، وفهرس المؤلفين بالظاهرية، والوافي ج3 ص 359، والفوات ج 2 ص 452، وغاية النهايةج2 ص 180، وبغية الوعاة ص 53.
2 الألفية ص 22.
3 الألفية ص 26.
4 الألفية ص 36.

الصفحة 185