كتاب ذم الفرقة والاختلاف في الكتاب والسنة
مسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل، وقال:وكثرة السؤال وإضاعة المال " وهذه أصول الإسلام فإنه بني على عبادة الله وحده، والجن والإنس خلقوا لذلك.
ولهذا صار من أصول أهل السنة صلاة الجمع وغيرها خلف البر والفاجر، ويرون أن ترك الصلاة خلفهم من سنة المبتدعين، وإذا كان الإمام مستورا فإنه يصلى خلفه بالاتفاق من أئمة المسلمين، ومن زعم أنها غير جائزة فقد خالف الإجماع من أهل السنة وقد كان الصحابة يصلون خلف الفسقة والظلمة بل ومن كان متهما بالإلحاد كابن أبي عبيد وكان داعيا إلى الضلال، ولم يكونوا يعيدون الصلاة وقد أنكر الإمام أحمد على من يعيدها إنكارا شديدا وعد ذلك من البدع.
والاعتصام بحبل الله يتضمن الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى والتناصر على أعداء الله وأعداء المسلمين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأكد ذلك بقوله: {وَلا تَفَرَّقُوا} .
وفى الحديث الذي أخرجه الترمذي وصححه، قوله- صلى الله عليه وسلم -: "وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن، السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة، فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه".
وفى خطبة عمر رضي الله عنه المشهورة التي ألقاها في الجابية، قوله: "عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد" وفيها: "من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".
والمراد بالجماعة أهل الحل والعقد من كل عصر.
وقال البخاري: "الجماعة هم أهل العلم"، وهذا لا يخالف قول الجمهور من العلماء لأن أهل العلم، يقولون بمقتضى أحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - التي تنص على وجوب طاعة الأمراء الذين يتولون أمور المسلمين، وإن كانوا فجرة ماداموا على الإسلام لم يخرجوا إلى الكفر الصريح كما في صحيح مسلم من غير وجه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني".
وفيه عن ابن عباس، قال: "نزل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
الصفحة 24
190