كتاب ذم الفرقة والاختلاف في الكتاب والسنة

وأصل هذا الدين أن يكون الحب لله، والبغض لله، والموالاة له، والمعاداة فيه، والعبادة كلها لله، وهذا لا يمكن إلا بمتابعة الرسول- صلى الله عليه وسلم -.
ولهذا قال العلماء: إن قول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرىء ما نوى" نصف الدين، ونصفه الآخر قوله- صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" لأن الأول يتضمن المقاصد، والثاني يتضمن المتابعة، وكلاهما شرط في صلاح العمل وتهيئته للقبول.
فلابد من إخلاص العمل لوجه الله تعالى، ومن الاعتصام بحبل الله، وهو إتباع كتابه وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم - فإن لم يكن ذلك فالهلاك أقرب إلى الإنسان من عنقه، وألزم له من ظله، نسأل الله الهداية والتوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الصفحة 34