كتاب تحقيق القول بالعمل بالحديث الضعيف

ولا يجوز نشر الحديث التي من هذا القبيل وروايتها دون التثبت من صحتها، وأن من فعل ذلك فهو حسبه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشارك في الإثم لواضعه أو كاذبه، لأن من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشترط في حقه تعمد الكذب أو عدمه1 وقد تقدم سؤال الترمذي للدارمي عن حكم هذه المسألة 2.
دل على هذا الحديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أن الذي يكذب عليَّ يبنى له بيت في النار" أخرجه أحمد3 والشافعي4 والبزار5 والحاكم6 والبيهقي7 والخطيب8.
وصحح الحافظ مسند الإمام أحمد وذكر مرة أخرى بأنه من الأحاديث الصحيحة9 الواردة في هذا المقام.
وحدث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار".
أخرجه الطيالسي10 وأحمد11 والبزار12 والطحاوي13 والحاكم14 وصححه الحافظ ابن حجر15.
قلت: فيه عند هؤلاء عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد16 ولم يتبين لي هل رُوي عنه هذا الحديث قبل ذلك أم بعده. وتصحيح الحافظ له إما لعلمه بأن عبد الرحمن حفظه أو أن له متابعاً لم أقف عليه.
__________
راجع المدخل 91.
2 انظر الفصل الأول ص 11
3 المسند: 2/22، 103،144.
4 الرسالة: 396.
5 كشف الأستار: 1/ 114.
6 المدخل: 92.
7 معرفة السنن والآثار: 45- 46.
8 تاريخ بغداد: 3/238 ترجمة محمد بن محمد أبو منصور.
9فتح الباري: 1/201،203.
10 منحة المعبود: 1/38.
11 المسند:1/65.
12 كثف الأستار: 1/113.
13 شكل الآثار: 1/ 166.
14 المدخل 92.
15 فتح الباري: 1/203.
16 التقريب: 340.

الصفحة 27