كتاب الزلاقة معركة من معارك الإسلام الحاسمة في الأندلس
سانشو (شانجة) رامير يز ملك أراغون والكونت ريموند، وقاد الفونسو القلب. وهكذا كانت احتياطات وخطط الفونسو لا تقلّ في أهمّيتها عن خطط أمير المسلمين، وانتظم الجيشان وتصافّا لا يفصل أحدهما عن الآخر إلا فرع صغير من الوادي اليانع هو وادي يبرا (إبرة) 1.
__________
1 التواتي ص 296.
القوى الإِسلامية والنصرانية المتواجهة:
بلغ عدد الجيش الإسلامي أكثر من عشرين ألفاً، عدا المتطوّعة الذين جاءوا من سائر بلاد الأندلس 1. وعددهم كبير.
وأما الجيش النصراني فالمقلل يقول: "المختارون أربعون ألف دارع، ولكل واحد أتباع، والنصارى يعجبون ممّن يزعم ذلك ويرون أنهم أكثر من ذلك كله" 2. والمكثر يقول: "إنه كان في ثمانين ألف فارس ومائتي ألف راجل" 3.
والواقع أن عدد الجيشين الإسلامي والنصراني كبير. وتتفق جميع المصادر أن عدد جيش المسلمين كان أقل من جيش النصارى بكثير، وقد يصل إلى النصف 4.
__________
1 حسن إبراهيم- تاريخ الإسلام جـ4 ص 121.
2 نفح الطيب جـ4 ص363.
3 المؤنس ص 108.
4 الحجي ص 405.
المراسلات:
كانت المراسلات وتبادل الكتب بين أمير المسلمين وملك النّصارى قد بدأت قبل دخوله الأندلس، وجميع المراسلات تحمل صيغة التّحدّي، وقبل بدء المعركة أرسل أمير المسلمين كتاباً لألفونسو امتثالا لأحكام السنة المطهرة، يعرض عليه فيه الدّخول في الإسلام أو الجزية، أو المناجزة، ومما جاء فيه 1: "بلغنا يا اذفونش أنك دعوت إلى الاجتماع بنا، وتمنيّت أن تكون لك سفن تعبر بها البحر إلينا، فقد عبرنا إليك، وقد جمع الله تعالى في هذه السّاحة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك": {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} سورة غافر الآية 50.
واختلفت الرّسل بين الفريقين في تحديد يوم القتال، ووعظ الأمير يوسف وابن عبّاد أصحابهما، وقام الفقهاء والعبّاد يعظون الناس، ويحضّونهم على الصّبر، ويحذّرونهم الفرار.
__________
1نفح الطيب جـ4 ص 362/ ابن خلدون جـ6 ص115/ وانظر الحجي ص 406.
الصفحة 191
208