كتاب القول المعروف في فضل المعروف

الحديث الثامن والثلاثون
عن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُم بِدَعْوَتِهمْ وإخْلاَصِهمْ"، رواه أبو نعيم في الحلية.
وزاد النسائي: "بِدَعْوتِهمْ وصَلاَتِهمْ وإخْلاَصِهِمْ" (¬1).
¬__________
= الميزان (6337): (واه، قال ابن حبان: يروي عن الثقات الطامات)، ثم ساق له هذا الحديث. وهو عند الطبراني في الكبير (13646)، والصغير 2/ 35، وفي الأوسط (5783)، وأورده السيوطي في الجامع ورمز له بالحسن (4044).
* معنى الحديث:
قال بعضهم: هذا يفيد أن الإِمام العادل خير الناس، أي بعد الأنبياء لأن الأمور التي يعم نفعها ويعظم وقعها لا يقوم بها غيره، وبه نفع العباد والبلاد. من فيض القدير 3/ 48، شرح حديث رقم (4044).
(¬1) الحديث في الحلية 8/ 290، وسنن النسائي 6/ 45، وأوله: "إنما ينصر الله هذه الأمة ... " الحديث ورواية أخرى عنده من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه في نفس الموضع.
بل الحديث في صحيح الإِمام البخاري في كتاب الجهاد برقم (2896) من حديث مصعب بن سعد عن أبيه، ولم يصرح بالسماع من أبيه عند البخاري فهو مرسل عنده.
لكن ذكر الإِمام النووي في رياض الصالحين أن الحافظ البرقاني روى الحديث في صحيحه المستخرج على البخاري متصلًا عن مصعب عن أبيه، وذكر الإِمام النووي أن له رواية عند أبي داود من حديث أبي الدرداء، رياض الصالحين 184، حديث (271).
* من فوائد الحديث:
الاستفهام للتقرير، أي ليس النصر وإدرار الرزق لا ببركتهم، فأبرزه في صورة الاستفهام ليدل على مزيد التقرير والتوبيخ، وذلك لأنهم -أي الضعفاء- أشد =

الصفحة 54