كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

قياده ويبقى راكعا أمام الإشراف وهو يفهم أي لويس عوض يفهم أن أبسط بنت تبيع الكرافتات في شيكوريل تعرف عن المسيحية أكثر مما كان يعرف البابا الذي شن الحروب الصبليبية أي في زمن أي العلاء تقريبا وفي زمن راهب دير الفاروس أو البابا الذي أعدم الأحرار على الخازوق أو البابا الذي كان يضاجع أخته ... روجع على الأصل فلزم التنويه كما قال لويس عوض وأدع للقارئ أن يجمع بين الكلامين بلا تدخل من قبلي وسينتهي أيضا إلى عجائب لا تنقضي.
أما الآن فأحب أن أختم القول في حديث راهب دير الفاروس ببيان لابد منه لكن عاقل يدارس الآداب في العربية وغير العربية فمثل هذا الخبر إذا جاء وعرف بطلانه من وجوهه الصحيحة التي تقوم بها مناهج الدراسة وجب على الدارس أن يلتمس العلة التي من أجلها وضع الخبر واضعه وقد كنت استنبطت من بعض ألفاظ الخبر أنه خبر زيفه علج من علوج الشام أو زاقول من زواقيل الجزيرة ثم ألقى به إلى القفطي 568 - 646 هـ بعد وفاة أبي العلاء بقرنين تقريبا ليطرفه به على سبيل الفكاهة لما رأى من حيف القفطي على شيخ المعرة وحرصه على مذمته فلفق له هذا الخبر مريدا لتحقير أبي العلاء ووصفه بالضلالة وسخف العقل إذ تمكن من إضلاله وهو طالب علم صغير راهب يشدو شيئا من علوم الأوائل وكأنه أراد أن ينقض به ما كان يقال ويذكر من ذكاء هذا الفتى الأعمى في صغره مما رواه القفطي نفسه في ترجمته لشيخ المعرة.
وليس هذا بعجيب فالمتنبي وهو أيضا ممن كان يوصف بالذكاء صغيرا وقدح الناس في عقيدته كما قدحوا في عقيدة شيخ المعرة ابتلى أيضا مثل ابتلائه فإن أبا القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الأصفهاني ألف لبهاء الدولة البويهي كتابا في المتنبي ليرضيه به ويشفي غليله في أبي الطيب فكتب فيما يلي ويعني المتنبي وهو في الجملة خبيث الاعتقاد وكان في صغره وقع إلى واحد يكني أبا الفضل بالكوفة من المتفلسفة فهوسه وأضله كما ضل فهذا شبيه بما قيل

الصفحة 101