كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

فألقيت الصحيفة مقتا لهذا الصوت البغيض الذي انبعث فبدد لذتي وغت بيد بشاعته حلقوم ضحكي (غت حلقه خنقه وعصره عصرا شديدا) وفرج الله عني ما لقيت من الكرب بصلاة الجمعة وغرق كل سخف في بحر النسيان.
فلما جاء أصحابنا مع العشى ودرج بنا الحديث مدرجه في فنون من السمر عرض ذكر ما نشرته صحيفة الأهرام فذكرت ما كان منى في صباح اليوم وفوجئت أشد مفاجأة وكاد يصعقنى أنى لم أجد أحدا من اخواننا وقف على هذا العبث الشنيع الذى أحدثه هذا "الشرلتان المثقف" في شعر شيخ المعرة ولكنى انطلقت أضحك وحاولت أن لا أخلى مجلس السمر من الفرفشة وقمت ابحث عن "بلوتولند" وقصائد أخرى فلما لم أجده ولم أجد عند أحد حلا لهذا اللغز المضحك الذى أدخلته "المانيا هلو سيناتوريا" على شعر الشيخ ضاق صدرى وعدت أقرأ مقاله في الأهرام لمحا وخطفا وبدأت أكشف لهم عما جاء فيه من الهذيان والوسوسة وسوء الأدب وعندئذ أقبل على اخوانى يحثوننى على الكتابة فقلت لهم يومئذ انى لا أدرى عاقلا يؤخذ من قوله ويرد عليه انه شرلتان يضحكنى لا مفكر يحركنى وكرهت أن أسرد الصوم عن الكتابة ثلاثة عشر عاما ثم أجعل فطورى على بصلة خبيثة الرائحة وأصررت على موالاة الصيام وتطوع الأخ الأستاذ عبده بدوى أن يتولى هو كتابة بعض ما وقفنا عليه من عرره أي مساويه ومثالبه ففعل مشكورا موفقا.
وكاد الأمر يقف عند هذا الحد ولكنى سمعت يومئذ أشياء حملتنى على تقصى أخبار هذا الذى كان عندى مفرجا للكروب ماسحا للهموم فجاءنى ما أذهلنى وعلمت أنه قد انتهى إلى يكون مستشارا ثقافيا لمؤسسة الأهرام وأنه قد صار له شأن وسلطان وانه قد استوى على كرسى الأستاذية في اوساط الصحافة وأن له أشياعا استغرهم من كتاب وشعراء كان بعضهم قليل المعرفة وكان بعضهم حائر الطريق وكان بعضهم قليل المعرفة وكان بعضهم حائر الطريق وكان بعضهم مستشعر ذله بانتسابه إلى ثقافة قديمة أو رجعية متخلفة فدخلت عليهم "المانيا هلو سيناتوريا" في أبهة لفظ الدكتوراه وفي خيلاء الثقافة الحديثة وقامت منتصبة القوام ممطوطة

الصفحة 11