كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

الملحقة بالأهرام مثلا صحيفة في طل الأبدان فمنزلة الأهرام وثقة الناس بها توجب أن تسند أمرها إلى طبيب تتوهم أنه قادر على تحرير هذا الباب وهذا واضح بلا ريب وهذا الطبيب يكتسب من منزلة الأهرام وثقة الناس بها منزلة عند الناس وثقة فهم يتلقون ما ينشر عندئذ بالتسليم فإذا جاء هذا الرجل فخلط في الطب تخليطا ينكره أصحاب العلم به وجاء الناس بمعلومات غير مستقيمة ولا صحيحة تضر بهم في حياطة البدن وعلاجه فقد أعانت الأهرام عندئذ على تدمير سلامة أبدان الناس فإذا جاء من يبين بوجه ما فساد ما يأتي به هذا الرجل وسوء مغبته على سلامة جماهير الناس فواجب الصحيفة عندئذ أن تكف عن إيذاء الناس بما تنشره وأن تبرأ مما نشر فيها وأن تعلن للناس أن الذي قرأوه لا يعتمد عليه ولا يوثق به بلا غضاضة وبلا تحرج فإذا فعلت علت منزلتها وزادت ثقة الناس بها وإذا لم تفعل فقد أهدرت الثقة بما تنشر وأهدرت منزلتها في الصحف وأهدرت أيضا حق القراء الذين وثقوا بها وبما فيها ولم تجعل لعقولهم وأبدانهم عندهم حرمة أليس ذلك كذلك هذه امور كان من غير اللائق عندي أن أسوقها هذا السياق لولا الاضطرار!!
وأدع ضرب الأمثلة لأنه عندي غير لائق هنا لولا الضرورة وانصرف إلى قضية لويس عوض وما كتبه عن رسالة الغفران وشيخ المعرة تاركا ذكر مقالاته الثلاث الأول من المقالات التسع فإنما هي لجاجة مضنية من حيث هي دراسة أدبية يعرف ذلك من يعرفه ويجهله من يجهله ولقيد بينت في سياق المقالات الخمس السالفة في مجلة الرسالة أن هذا الرجل أراد أن يوهم الناس بأنه أستاذ جامعي يدرس أثر أدبيا = فباللقب الذي يحمله ولا أدري كيف جاءه وبالثقة التي منحتها إياه صحيفة الأهرام وبالثقة التي يحملها القارئ لهذه الصحيفة استطاع أن يدخل هذه الدراسة وعليه طيلسان أستاذ جامعي وإن كان هذا الطيلسان عندي في الحقيقة كلباس الفرزدق حين جاء للقاء جرير في الديباج والخز وجاء جرير في لباس المحارب متقلدا سيفه وفي كفه الرمح فوصف ذلك جرير فقال:

الصفحة 110