لبست سلاحي والفرزدقُ لعبةٌ ... عليه وشاحا كُرَّجٍ وجَلاجِلة
و"الكُرَّج"، بضم الكاف وفتح الراء المتشددة دمية يلهو بها الصبيان تزين بالوشي وتعلق عليها الجلاجل والأجراس ومع ذلك فقد رضيت كارها أن أعامله معاملة أستاذ جامعي لا لشيء إلا لأثبت أنه غير مستحق لهذه الصفة بوجه من الوجوه فلم أتعلق في بحثي بصغير أو كبير ليس له مدخل في منهج الدراسة الأدبية معرضا عن أمور كثيرة حبست القلم عن إثارتها في هذا الموضع فمن أجل ذلك سلكت طريق البيان فبينت للناس ولصحيفة الأهرام أن هذا الرجل الذي طلع علينا في طيلسان وجلاجل قد ادعى منهجا كمناهج الأساتذة الجامعيين سلكه في دراسة رسالة الغفران وتاريخ شيخ المعرة فحاكته إلى أوائل ما يعرف الطلاب الصغار عن المنهج فاتضح أنه يجهل منهج الدراسات الأدبية جهلا تاما وكان هذا حسبي وحسب صحيفة الأهرام.
ولكني لم أقنع بذلك حتى أبرئ ذمتي فكشفت عن أكبر خطيئة لا تغتفر لطالب صغير مبتدئ وهي العجلة في قراءة النصوص فأثبت أنه نقل نصا من كتاب واحد هو كتاب الدكتور طه حسين ولم يقرأه قط في غير هذا الكتاب ومع ذلك فهو إنما قرأ أسطر كالملهوف وترك ما بعدها من الأسطر وهي التي فيها نقد الدكتور طه لهذا النص نفسه وكان من الغثاثة والإدعاء أنه استخرج من هذا النص الفاسد المستحيل المعنى أحكاما ألقاها للناس كأنها حقيقة مفروغ منها وهذا غش فاضح وعبث وكان هذا حسبي وحسب صحيفة الأهرام؟
ولكني لم أقنع بذلك فأبرأت ذمتي أيضا ببرهان قاطع على أن هذا الرجل قد ادعى في كلامه أنه قرأ كتبا بأعيانها وهو في الحقيقة خطاف جرئ يتكئ على كتاب الدكتور طه وحده بلا بصر ولا فهم فمن أجل ذلك أخدته بإدعائه ومخرقته حتى أكشف للناس أنه لم يقرأ شيئا قط مما ذكر من الكتب ولا رآها ولا عرف ما هي ولا من أصحابها وصدقته في إدعائه الكاذب ليكون ذلك أشنع له لأنه يكون عندئذ قد قرأ نصا لم يعرف معناه ولم يعرف كيف يدرسه دراسة طالب جامعي مبتدئء ضعيف. وكان هذا أيضا حسبي وحسب صحيفة الأهرام.