كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

ولكني لم أقنع بذلك، فأبرأت ذمتي مرة ثالثة بالدلالة الحاسمة على أن هذا الذي كتب ما كتب عن شيخ المعرة وبخاصة شعر سقط الزند وهو الشعر الذي يتعلق بالخبر الذي ادعى منتفخا أنه قرأه ووقف على نصه في غير كتاب الدكتور طه وإذا سلمنا أنه قرأه فهو لم يفهم إذن منه حرفا واحدا على وجه يليق بمبتدئ جامعي وكان هذا حسبي وحسب صحيفة الأهرام.
ولكني لم أقنع بذلك حتى أبرأت ذمتي مرة رابعة وذلك حيث زعم بمخرقته أنه جاء يعرف الناس بحقيقة شيخ المعرة وحقيقة تاريخه فذكر أكاذيب وأوهاما لا اصل لها إلا في خيالاته وسماديره فكشف بلا ريبة عن أن هذا الدعي لم يقرأ قط كتابا واحدا في ترجمة شيخ المعرة ومع ذلك فهو يأتي بلا خجل ولا حياء فيذكر كذبا صراحا مناقضا للمعقول من حياة الشيخ ومن حياة أسرته ومن حياة أمته التي عاش فيها وكان هذا حسبي وحسب صحيفة الأهرام ولكني لم أقنع حتى أبرأت ذمتي مرة خامسة بدلائل قاطعة على أن هذا الرجل الذي يدارس نصا عربيا من أعظم النصوص لا يملك أي إحساس أدبي بأي نص يقرؤه ولو ظل يكتب في الأدب عشرات المجلدات وكان هذا حسبي وحسب صحيفة الأهرام.
ولكني لم أقنع بذلك حتى أبرأت ذمتي مرة سادسة فبينت جهل هذا الرجل وإدعاءه ببرهان فاصل من نص كلامه هو في صفة نفسه إذ قال إن إحساس لويس عوض باللغة ضعيف جدا وأجنبي جدا ومع ذلك فهو يعمد إلى النصوص الأدبية في لغة العرب فيدرسها بمخرقة شنيعة وبلا حياء ولا يقنع بهذا بل ينتهي به ما أطبق عليه من الهوس والجرأة فيعمد إلى آية من القرآن العظيم فيفسرها بغباوة وجهل راسخ ثم لا يستحي فيدعي نسبة ذلك إلى كتب المفسرين المسلمين موهما أنه قد قرأها وأثبتها معرفة بلا ظل من حياء يردع أو عقل يكف ولا يقنع بهذا فيأتي بكلام لا يفهم ويزعم أن الرجل الذي يدرسه قد جاء في شعره بألفاظ هذه الآية بالمعنى الذي فسره هو!!

الصفحة 112