ولتعلم صحيفة الأهرام أن هذا البلاء كله استخرجته من أقل من عمود واحد من اثنين وسبعين عمودا نشرها في تسعة أعداد من صحيفتها الأدبية وأني ألتزمت فيه غاية الحذر حتى لا أخرج عن حد الدراسة الأدبية أفليس هذا كافيا في أن يحمل صحيفة الأهرام على البراءة من هذا العبث بالأدب ومن هذه المخرقة باسم الدراسة الأدبية ومن هذه اللغوصة في اللغة والبيان وهما أشرف ما أوتي الإنسان وإذا لم تفعل ذلك احتراما لمنزلتها عند الناس ألم يكن حقا عليها أن تفعله من أجل قرائها الذين خدعهم هذا الرجل باللقلب الذي يحمله وبمعونة صحيفة الأهرام حين اختارته مستشارا ثقافيا لمؤسساتها ورفعته من مغمور مجهول لا يبالي به أحد إلى شهرة تسري حيث سارت صحيفة الأهرام أليس من حق القراء عليها أن تحميهم من هذا التضليل المؤذي؟
وليت أمر الرجل قد اقتصر على هذا الفساد في الدراسة الأدبية المجردة بل أبنت أيضا في خلال كلامي أن الرجل مضطرب الذهن جدا إما خلقة وإما داء حادثا وإما هما معا يدل على ذلك صريح كلامه الذي اختلط وتداخل وترنح بلا رباط من منطق سوى فهل كان من حق صحيفة الأهرام على الناس أن تنشر عليهم هذا السيل الضار من الوباء بلا رحمة بالصغير الناشئ الذي يخدعه اللقب وتسرع في إصابته بالعدوى ثقته باسم صحيفة الأهرام ومنزلتها في كل بيت حيث تدخل عليه مع الإفطار كأنها جزء من غذاء الناس أكل من حمل قلما بقرش صاغ وأوتي لسانا طويلا بلا عقل قادر أن يجعل صحبفة الأدب موضعا لإذاعه آرائه بلا حسيب ولا رقيب ويصبح بذلك كاتبا مرموقا مادام موظفا بشكل ما في صحيفة الأهرام؟
وإذا كانت سلامة عقول الناس لا قيمة لها أفتاريخ الأمة وتاريخ رجالها لا قيمة له أيضا حتى يتمكن هذا الرجل من الدخول إلى تاريخ الأمة العربية المسلمة في القرن الرابع الهجري فيلعب فيه لعب الأطفال العابثين غير المسئولين لكي يجعل للصليبية الغلبة في ديار أهل الإسلام ويجعل لعقائدها السيادة على