المخوف العواقب على عقائد الناس وآدابهم ولغتهم ودينهم وتاريخهم وليس من حق صحيفة الأهرام أن تضمن له هذا العدوان بحق اكتسبه عن طريق وظيفته فيها وليس من حقها أن تشوه معارف الناس وعلومهم وتاريخهم بعف إنسان مشوه القلم والعقل وأن تطرح هذا الخبث على الناس باسم جرية الرأي لأن حرية الرأي مكفولة لذوي العقول السليمة لا لكل من كسر القيد وأفلت من وراء الأسوار.
ولكي أزيد الأمر كله وضوحا وسأزيده من كل وجه وضوحا في المقالات التالية أتتبه لها تاريخ لويس عوض لا من الأخبار التي أعرفها عنه بل من لسانه هو وأكشف لها أنه اتخذ صحيفة الأهرام بهذا المنصب الذي أسند إليه وسيلة يبلغ بها مآربه بطرق غير قويمة وأستغفر الله بل ليبلغ بها مآرب قوم آخرين قد استخدموه لغايات على جانب عظيم جدا من الخطر على مستقبل هذه الأمم ولكن ينبغي أن تعلم قبل كل شيء أو لويس عوض ظل مغمورا غير معروف إلى أن دخل صحيفة الأهرام وتولى الإشراف على الثقافة فيها وتولى تحرير صحيفة الأدب والفن فمن الأهرام وحدها جاءته الشهرة وذلك أنه منذ نال إجازة الليسانس من جامعة القاهرة سنة 1937 متخصصا في اللغة الإنجليزية ثم أوفده أساتذته الإنجليز يومئذ إلى جامعة كمبردج وعاد بالماجستير سنة 1940، بقى مدرسا بالجامعة إلى سنة 1954، لا يعرفه أحد سوى تلامذته الذين يروون عنه شيئا كثيرا لا أريد أن أذكره.
وفى خلال هذه الفترة نكبت مصر بمجلة صدرت بأموال يهودية خدع فيها كثير من الناس كان مرادها أن تستولى على مصدر الثقافة في بلاد العرب وتكون أداة توجيه لأغراض بعينها قبل غزو فلسطين في سنة 1948 وهذه المجلة هي التي يسميها لويس عوض بعد موتها بسنين (سنة 1954)، "المجلة الزهراء"، الكاتب المصري" وذلك بعد أن انكشف أمرها للناس. ففى سنة 1946 و 1947 جره إلى هذه المجلة أستاذه الروحي كما يسميه، سلامة موسى فكتب خمس مقالات أو نحوها عن أدباء الإنجليز كأسكار وايلد، وإليوت، وشو، وهي على ضعفها