وعلى سقم الترجمة فيها وعلى ما فيها من الخطف الجرئ من الكتب كانت لا تعد شيئا يذكر.
ولكن يظهر أن سلامة موسى ظل ينفخ في تلميذه حتى انفجر في سنة 1947 عن كتاب طبعه سماه "بلوتولند" وقصائد أخرى من شعر الخاصة مع أنه يقول في ترجمته التي كتبها لنفسه بقلكه فمن أجل هؤلاء قال لويس عوض الشعر وهو ليس بشاعر وهو يعد بأن لا يكرر هذه الغلطة ولو نفى إلى بلاد الخيال ويقول أيضا وما من شك في أن شهر لويس عوض شعر ركيك ومع ذلك فقد سماه من شعرالخاصة وبالطبع هذا كلام إنسان عاقل غاية في العقل لا تلحق أليس كذلك وما علينا فالمهم أنه في هذه الترجمة قد حدد اتجاهه تحديدا واضحا فمنذ الصفحة الأولى بدأ فقال حطموا عمود الشعر لقد مات الشعر العربي مات عام 1933 مات بموت أحمد شوقي مات ميتة الأبد مات صرخات مفلت من الأسوار بلا شك وفي قلبه حقد دفين أهوج ويظل يذم الشعر العربي ويهزأ بلغة العرب ويعرض بالقرآن كل بضعة أسطر فيسمى باللغة العربية اللغة القرشية ويفضل على كل ما قاله الشعراء العرب المصريون الذين سماهم المستعرين منذ الفتح العربي عام 640 إلى الفتح الإنجليزي عام 1882 قول من قال ورمش عين الحبيب بفرش على فدان هل في الدنيا أسخف من هذا العاقل لا أظن ثم يظل يضرب يمينا وشمالا بلا وعي وبسوء خلق بألفاظ مهتاجة غير مترابطة كأنه محموم لم يفق من برسام الحمى حتى يفضي إلى شيء سماه تجارب لويس عوض وسأنقل هنا التجربة الأولى بنصها مع اختصار قليل غير مخل إن شاء الله وإن كان الكلام كله خلل وهي تجربته في مسألة اللغة العامية:
وكان بويس عوض عام 1937 يتعلم مبادئ اللغة الإيطالية وقد وقف عند المبادئ بين الحشائش السحرية التي تملأ الفلاة بين كامبريدج وجرامشستر واسترعى انتباهه أن البعد بين اللغة اللاتينية المقدسة ولهجتها المنحطة الإيطالية أقل من البعد بين اللغة العربية المقدسة ولهجتها المنحطة المصرية من حيث المرفولوجيا والفونوطيقا والنحو والصرف فعجب لإصرار المصريين على اللغة