كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

المقدسة وكان يحدث أصدقاءه بخلاصة تفكيره فوجد منهم إعراضا رقيقا مؤدبا فعجب فلما عاد إلى مصر عام 1940 جاهر برأيه فلم يصادف إعراضا وإنما صادف غلظة فازداد عجبه ولكن سرعان ما أفهمه بعض أصدقائه أن المسألة حساسة لأنها تتصل بالدين رأسا يعني أن لويس ظل ثلاث سنوات لم يخطر له هذا الأمر ببال ما أكذبك أيها الغلام لأن استخدام اللغة المصرية أداة للكتابة قد ينتهي بعد قرن أو قرنين بترجمة القرآن إلى اللغة المصرية بهذه البساطة كما حدث للإنجيل أن ترجم من اللغة اللاتينية إلى اللعات الأوروبية الحديثة فزال عجبه شيء عجيب
وبمهارة أمثاله من الأذكياء كسلامة موسى مثلا ولويس عنوض نسخة منقحة منه كما سترى انتقل فجأة دون ان يفتينا فتوى صريحة في جواز ترجمة القرآن إلى العامية المصرية فقال بعد ذلك مباشرة:
وعقلية لويس عوض عقلية زمنية حقا فهو يفهم أن هذا الانقلاب اللغوي لم يقوض أركان الدين في أوروبا وإنما قوض أركان الكنيسة التي خشيت أن يقرأ العشب الساذج كلام السماء بلغة يفهمها فتسقط عن بصره الغشاوة وبالطبع نحن نقرأ القرآن بلغة لا نفهمها ويدرك أن رجال الدين إنما يزيفون عليه من عندهم دينا وكذلك أهل الإسلام بالطبع ليسلس قياده ويبقى راكعا أماما الأشراف وهو يفهم أي لويس عوض يفهم أن أبسط بنت تبيع الكرافتات في شيكوريل تعرف عن المسيحية أكثر مما كان يعرف البابا الذي شن الحروب الصليبية أو البابا الذي أعدم الأحرار على الخازوق أو البابا الذي كان يضاجع أخنه أو البابا الذي أحرق جيودانو برونو حيا لأنه قال إن الأرض في ركن مهمل من الكون أو البابا الذي كان يبيع المؤمنين مربعات وقصورا في الجنة أو البابا الذي أهدر دم مارتن لوثر لأنه طالب بإلغاء القسيس وإزالة كل حاجز أو وسيط بين الله والناس.
وظاهر إلى خنا أنه يريد أن يفتي فتوى على استحياء فضرب هذه الأمثلة كلها لأن أهل الإسلام كانوا كمثل من ذكر إلى أن جاء لويس عوض فبإخلاص وعظنا

الصفحة 117