كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

الجيد سامقة الهامة ترمز حاجبيها من العجب أي تحركهما فتمضغ ألفاظا من قمامة اليونان ثم تتلمظ وتلوك كلمات من كناسة الثقافة الحديثة ثم تتمطق أي تلصق اللسان بأعلى الفم وتحركه فيسمع له صوت وذلك عند استطابة طعام لذيذ ففتن بصاحبها هؤلاء الأغرار وتعلقوا وقد زاغت نفوسهم بذلاذل طيلسانه الجامعى والذلاذل ما دنا من الأرض من أسافل القميص أو الطيلسان فمضى بهم يتبختر وهو يجرهم في أذياله حتى دخل بهم حرم الصحافة فأقام سركا للفن والشعر والأدب والكتابة ولكن أكثر الشباب لم يدر أنه سرك لما ألفوا من توقير الكلمة المكتوبة في الصحيفة أو في صحيفة كالأهرام على الأقل!
ويومئذ أيقنت أن الأمر لم يأت اتفاقا ولا مصادفة فالرائحة التي كنت أسمها من هدوم القسيس زويمر ومن أشمال التالف سلامة موسى هي هي الرائحة التي وجدتها في "بلوتولند" وقصائد أخرى ثم في على هامش الغفران وإنما ألهاني عنها حب الضحك وحاجتي إلى تسرية الهم عن قلبي في سنوات من عمري وأعدت النظر فانكشف لي من وراء هذا الهذيان والاختلاط تدبير خيوط في يد الجاسوس المحترف كرستوفر سكيف وفي يد أشباخ له يقيمون اليوم في بعض المعاهد والأديرة وفي أيد بعيدة ممتدة من وراء الثلوج الغزيرة المنشورة على حديقة مدسمر حيث الخلوة المنشودة بين اشجار الدردار عند الشلال بكامبردج فعندئذ عاد الأمر جدا لا هزل فيه وعزمت على أن أميط اللثام عن هذه الدمية التي تتخفى في طيلسان أستاذ جامعى كان وتتقبى قباء مستشار ثقافى في مؤسسة الأهرام القباء كساء كالعباءة من نفيس الثياب وتقباه دخل فبه ولبسه فاذا ما فعلت ذلك فقد جردتها ولم يبق سوى الدمية ظاهرة علانية وسوى الخيوط الممتدة التي كانت تحركها.
اما الدمية وهى أجاكس عوض فليس لها في ذاتها قيمة تذكر وما دمية يحركها محرك والدمى كاسمها دمى ثم لا تزيد والشأن كل الشأن كل الشأن لمن في يده خيوطها التي تحركها ولم تعننى الأسماء أسماء المديرين وإنما عنانى الذى

الصفحة 12