يقرأه من ألفه إلى يائه يضارع هذا الكتاب وحسبها أنها استطاعت أن تجلو للناس صورة صحيحة صادقة مؤيدة بالأسانيد بلا تزيد ولا كذب ولا إدعاء عن أكبر معركة تدور في العالم العربي والإسلامي وهي معركة البناء أو الهدم معركة الحياة أو الموت معركة الحرية أو الاستبعاد معركة وحدة العرب والمسلمين بلغة عربية واحدة هي الفصحى أو تفرق العرب والمسلمين أشتاتا بلغات منتابذة هي العامية ولو كان لي من الأمر شيء لأمرت أن يطبع هذا الكتاب ليكون في يد كل شاب وشابة وكل رجل وامرأة ويكون له مختصر ميسر لكل من مكنه الله من القراءة ولست أريد الإغراق في الثناء وإخلاء الكتاب من كل عيب ولكني أرتاه كتابا صالحا لكل مثقف يجد فيه مادة صحيحة لتاريخ معركة قاسية خبيثة إذا وقانا الله شرها باليقظة فقد نجونا من المحنة الساحقة وإذا أسأنا فابلتلينا بتمام الغفلة فذلك ذل الأبد ولا حول ولا قوة إلا بالله وحده.
وهذا أوان العودة إلى قضية هذا الداعية الجديد وأكاذيبه الملفقة. وقد كشفت النقاب عن وجه لويس عوض في مقالتي السالفة فعرضته كما هو في حقيقته لا أدبيا ولا متأدبا ولا مفكرا ولا دكتورا ذا طيلسان وجلاجل بل حاقدا على العربية وكتابها وأهلها يستخدمه قوم لأغراض بعيدة الأثر في حياة الأمة التي تتخذ العربية لغتها والقرآن كتابها بلا مواربة ولا استخفاء ويريد الله أن يرسل إلى دليلا جديدا على أنه لم يزل كما كان في صدر حياته داعية للعامية ولا شيء غير ذلك ولا هم له إلا ذلك ففى العدد الأخير من مجلة الإذاعة (29 شعبان سنة 1384) بعنوان: "هل صحيح ... الرواية والقصة القصيرة في محنة" والذي أثار الموضوع هو قول توفيق الحكيم لقد انصرف الكتاب عن الرواية والقصة القصيرة إلى المسرح والتليفزيون والسينما فهل يعني هذا أمن الرواية والقصة القصيرة تمران بمحنة فأجاب أن نجيب محفوظ جواب عارف خبير وأجاب يوسف الشاروني جواب متتبع وكلاهما لم يتعرض لما تعارض له لويس عوض لأن المسرح والتليفزيون والسينما أكثر ما فيه الآن بالعامية المحضة وهذا بلاء مخوف العواقب فالمنصرف عن الرواية والقصة القصيرة إليها إنما ينصرف إلى محض