العامية أما لويس عوض فبالذي يعتمل في صدره من الحقد على العربية أجاب ولم يفهم السؤال الذي وجه إليه بل تسرع وحاولأن يتفلسف بغير فلسفة كما تأدب في هامش الغفران بلا أدب فزعم أن محنة الروية التي تجمدت والقصة القصيرة التي ذبلت يعود إلى جملة اسباب أهمها ذلك القرار الذي اتخذه المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب منذ سنوات بضرورة استعمال اللغة العربية في حوار القصة وقصر الجوائز على القصص الخيالية من الحوار العامي ثم جاء بكلام كثير ملفف في الغموض والتحكم نابع من عقيدته التي بنى عليها كيانه كله وهي دعوة إلى العامية وبغض اللغة العربية.
ولا يعنيني هنا أن أنقذه ولكن يعنيني أن أكشف اللثام عن وجه غريب في تاريخ الحياة الأدبية المعاصرة وأنه حين عرف بنفسه في سنة 1954 فقال عن نفسه، "عرف بدعوته للأدب العامي في صدر حياته الأدبية وللأدب في سبيل الحياة في طوره الحالي"، لم يعن بعاتين المقولتين سوى شيء واحد هو انه لم يزل داعية للعامية لا غير وأنه لا يعنيه الأدب ولا غير الأدب لأنه ليس بأديب ولا شبه أديب وإنما يعنيه أن تسود العامية على العربية لأنه داعية كما بينت في المقالة السالفة وبذلك يتبين أن المخرقة التي اتخذها بإساءة الكتابة في آداب العربية حين وظفته صحيفة الأهرام مستشارا ثقافيا بها إنما كانت ستارا يحجب به نفسه ليدع آخرين يغبرون عما يريد ومن المسلمين خاصة كما قال في كلامه الذي نقلته عن "بلوتولند" فمن أجل ذلك رأينا في صحيفة الأهرام تكاد تنفرد من الصحف كلها بالإغراق في السخرية من العربية بالكلمة وبالصورة (1) وبكل ما فيه تحقير للتراث العربي بلا رعاية أحيانا لبعض ما ينبغي أن يراعيه ذو عقل سليم أو ذوق صحيح.
وسأثبت بالبرهان القاطع، أن موضع هذا الداعية الجديد في الحياة الأدبية
__________
(1) مضت بضع سنوات ولا يزال هذا حادثا إلى اليوم (أغسطس 1971)، وأقرب ذلك ما نشره من يسمى "عبد الحميد عبد الغني" مدير إدارة القضاء بالأمم المتحدة"!! في أهرام الجمعة 13 أغسطس 1971، بعنوان "قوانين التعليم .. وعودة المغتربين"، فأتي فيه بكلام لا يعقله عاقل عن تعلم اللغة العربية. ثم انظر ص: 133، التعليق رقم: 1.