المعاصرة موضع مريب جدا لا بما أعلمه خبرا بل بالاستدلال التاريخي على ألفاظه التي أودعها ما سماه التجربة رقم 1 وهي تجربته في اللغة العامية ولن أعيد ألفاظها هنا لأني أثبتها في المقالة السالفة وقد زعم أنه في سنة 1937:
1 - كان يتعلم مبادئ اللغة الإيطالية ووقف عند المبادئ فاسترعى انتباهه أن البعد بين اللغة اللاتينية المقدسة ولهجتها المنحطة الإيطالية أقل من البعد بين اللغة العربية المقدسة ولهجتها المنحطة المصرية
2 - وأنه ظل إلى سنة 1940 يدعو إلى ذلك ثم أفهمه بعض من يفهم أن المسألة حساسة لأنها تتصل بالدين رأسا لأن الأمر ثد ينتهي بعد قرن أو قرنين إلى ترجمة القرآن إلى اللغو المصرية كما حدث للإنجيل من اللاتينية إلى اللغات الأوروبية الحديثة
3 - ثم زعم أنه يقهم من الأعتراف باللغة المصرية أي العامية لا يتبعه بالضرورة موت اللغة العربية إذا احتاط الناس لذلك وأنه ليس عنده ما يمنع من قيام الأدبين جنبا إلى جنب اللهم إلا إذا شككنا في جدارة اللغة العربية والأدب العربي وقدرتها على الحياة انتهت التجربة مختصرة.
وسأريك أن هذا كما قلت كذب كله فهو لم يفكر في شيء وإنما لقن أشياء كما يلقن سائر الدعاة الصغار الذين يرددون ما يلقي إليهم ترديد الببغاوات هذه هي القضية.
وهذا هو تاريخها، ولكنه تاريخ طويل جدا ومتقادم جدا ويؤسفني أن أكون مضطرا للإيجاز فمنذ استيقظ العالم الأوروبي لنهضته الحديثة وهو يرى عجبا من حوله أمم مختلفة الأجناس والألوان والألسنة من قلب روسيا إلى الصين إلى الهند إلى جزائر الهند إلى فارس إلى تركيا إلى بلاد العرب إلى شمال أفريقية إلى قلب قارة الإفريقية وسواحلها إلى قلب أوروبا نفسها تتلو كتابا واحدا يجمعها يقرؤه من لسانه العربية ومن لسانه غير العربية وتحفظه جمهرة كبيرة منهم عن ظهر قلب، عرفت لغة العرب أم لم تعرفها، ومن لم يحفظ جميعه حفظ