كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

يبقى حين تزول الشخوص وذلك هو هيئات التبشير ودوائر الاستعمار من أجل ذلك كان أكبرهمى أن أكشف عن هذه الجراثيم الخبيثة غطاء سراديبها التي فيها نشأت وأفض عنها غشاء تتبرج فيه حتى تستمكن من فرائسها.
واذا كان الاغريق القدماء وعلى رأسهم أخيل صاحب حرب طروادة قد اتخذوا الهولة الاغريقي أجاكس بن تلامون وكل كريه المنظر مما يهولك ويفزعك فهو هولة اتخذوه ثورا يدير لهم رحى الحرب أو ساقية الوغى فان الجاسوس البريطانى المحترف كرستوفر سكيف وأصحاب الخلوة المنشودة تحت أشجار الدردار عند الشلال بكامبردج وطواغيت برنستونن وما أدراك ما برنستون والحيات المترهبة في السراديب المظلمة وراء أديرة التشير وذئاب الخلاء التي تجوس بين مخارم الجبال لتنقض بفتكها على ديار العرب والمسلمين = كل هؤلاء قد تطوعوا بغفلتهم وسوء اختيارهم فأخدمونى أجاكس عوض على تفاهته واخلاط سماديره لكى يدير لى رحى الأحاديث فأستنبط لاهلى شديد المكر يكمن وهو يتربص بهم الدوائر حتى يزيل عن الأرض سلطانهم المرتقب المخوف ويحرق عليهم طروادة الحديثة ويدمرها تدميرا وينال بمخالبه قلب الملك ميداس الذى استنقذ كلمة العروبة من فم كل أجاكس صليبى أفاق شديد الضغن والحفيظة على الإسلام وأهله.
فللأغبياء الذين لم يحسنوا اختيار الدمى من الناس الشكر وللدمى التي ذكرتها في كلماتى ولممثلها في هذه الكلمات أجاكس عوض فضل يذكر ولا ينكر فان ساءها من الأباطيل والأسمار شئ فاثم ذلك معلق في أعناق من اتخذوهم دمى تتحرك بلا عقل ولا ارادة ولا يستحق الرثاء من تعرض للبلاء والسعيد من وعظ بغيره ورحم الله شيخ المعرة كأنه كان يرى يومنا هذا حيث يقول لبنى اسرائيل
يا آل يعقوب، ما توراتكم نبأ ... من ورى زند ولكن ورى أكباد
(ورى الأكباد: القيح الذى يفريها من الحقد والضغينة)

الصفحة 13