نزل مصر وعاش في الأحياء المصرية ودرس اللغة العامية ووجد أنها تختلف من بلد إلى بلد ومن حي إلى حي فلما رأى هو ومن يهدف إلى تحطيم حركة الإحياء من أهل الاستعمار الأوروبي أن الأمر يوشك أن يخرج إلى ما لا يحمدون عقباه من سيادة اللغة العربية ونهضتها مرة أخرى سارع إلى تأليف كتاب سماه قواعد اللغة العامية في مصر ولكنه لم يقتصر فيه على الدراسة بل كشف في مقدمته عن الغرض الذي يرمي إليه فقال:
وأخيرا سأجزف بالتصريح عن الأمل الذي راودني على الدوام طوال مدة جمع هذا الكتاب وهو أمل يتعلق بمصر نفسها ما أشد حبك لمصر ويمس أمرا هو بالنسبة لها وإلى شعبها يكاد يكون مسألة حياة أو موت بلا شك يا ولهلم فكل من عاش فترة طويلة في بلاد تتكلم العربية يعرف إلى أي حد كبير تتأثر كل نواحي النشاط فيها بسبب الاختلاف الواسع بين لغة الحديث ولغتة كبير تتأثر كل نواحي النشاط فيها بسبب الاختلاف الواسع بين لغة الحديث ولغة الكتابة.
وبين جدا وأن ولهلم هذا مخادع لأن نشر التعليم الصحيح كاف في إزالة هذه الصعوبة بلا أدنى ريب كما حدث في جميع لغات الدنيا ولا يزال يحدث إلى اليوم.
ثم يقول ففى مثل تلك الظروف لا يمكن مطلقا التفكير في ثقافة شعبية إذ كيف يمكن في فترة التعليم الإبتدائي القصير أن يحصل المرء حتى على نصف معرفة بلغة صعبة جدا كاللغة العربية الفصحى؟
ولا شك أن ولهلم هذا أقدر الناس على معرفة صعوبة الفصحى لأنه أدربى الناس بها ثم يتجه إلى ناحية أخرى فيقول:
وطريقة الكتابة العقيمة أي بحروف الهجاء المعقدة يقع عليها بالطبع أكبر قسط من اللوم في كل هذا ومع ذلك فلم يكن الأمر سهلا لو أتيح للطالب أن يكتب بلغة إن لم تكن هي لغة الحديث الشائعة فهي علت كل حال ليست بالعربية الكلاسيكية القديمة بدلا من أن يجبر على الكتابة بلغة هي من الغرابة بالنسبة إلى