كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

هذا العالم الأمريكي يا للكذب يناشد احكومة المصرية لتعترف بالعامية وتقرها ويناشد الإنجليز لتدعيم هذه العامية ليساعدوا على تقدم الشعب الروحي ما هذا كما ساعدوا من قبل على تقدمه في الحياة المادية ويعني بذلك عهد كرومر كما هو معروف وهذا العالم الأمريكي الذي ادعى ولمور أنه نقل عنه ليس سوى مبشر مثله ولذلك أخفى اسمه ولم يذكره ومما يدل على شخصية ولمور هذا أنه جعل يشكر رؤساء المصالح الحكومية لاكتتابهم في عدد من نسخ الكتاب مما مكنه من طبعه هذا ليس قاضيا إنما هو شحاذ وإلا فكيف عجز عن طبع كتابه في بلاده؟
فلما ظهر كتاب ولمور سنة 1901 استجاب المقطف مرة أخرى لدعوة العامية فهب يقرظ الكتاب كأنه جاء تأييد لرأيه هو واقتراحه لا لرأي سبيتا واقتراحه ولكن محصل كل ذلك لا يخفي لأن الذي كان يبيته هؤلاء كان يجري على ألسنتهم وأقلامهم فيقول المقتطف في تقريظه وكثيرا ما قلنا للأوروبيين والأمريكيين الذين ذاكرونا في هذا الموضوع إنه لو اهتم محمد عليّ باشا جد العائلة الخديوية بكتابة اللغة المحلية في مصر والشام وجعل الكتابة بها وحدها لما وجد في ذلك كبير مشقة ثم في آخر الكلام تحريض شديد ... إلا إذا تسلطت على البلاد قوة قاهرة، عضدت الساعين في ضبط اللغة المحلية وكتابتها وينبغي لكل عاقل أن يقف قليلا عند ذكر محرر المقتطف وكثيرا ما قلنا للأوروبيين والأمريكيين قبل أن يتظاهر المقتطف في سنة 1881 أن له اقتراحا في شأن العامية والفصحى ويقول فيها نفس ما قاله سبيتا قبله سنة 1880 مغفلا ذكره وكأنه لم يكتب شيئا وكأن سبيتا بعيد الدار لا يستطيع محرر المقتطف أن يلقاه بدار الكتب.
أرجو أن يحدثني من يريد عن هذه الدعوة التي تحاط بكل هذا المكر والرياء والخداع والغش ما هي صادرة من قلوب خالصة طالبة للحق مطالبة به ثم ما اهتمام الأوروبيين والأمريكيين وليس لسامهم بلساننا في شأن اتخاذ العامية

الصفحة 137