ختمنا به هذا الفصل من البيان عن دعوة العامية وسأدع الآن هؤلاء الأجانب والعملاء الذين حملوا كثر الدعوة إلى اللغة العامية ومن لف لفهم من محرر المقتطف إلى الأسماء المتخفية بلا شخوص إلى الأسماء التي ظهرت مرة واختفت فلا يعرف عنها شيء وهذا موضع وقوف لابد منه لأن الأمر سوف يختلف اختلافا شديدا فيما بعد.
وقد تبين خلال هذا العرض السريع أن التجربة التي مر بها لويس عوض في مسألة الدعوة إلى العامية تجربة هو مسبوق إليها وغير معقول أن يكون عرف عنها شيئا ولا أحب أن أقول لماذا هو غير معقول لا استنيباطا ولكن بنصوص كلام أيضا وتبين أيضا أن الأفكار الثلاثة التي دارت في تجربة كلها منقولة نقل مسطرة من كتب كان يتوهم هو أنها غير موجودة إلا في بعض الخزائن العميقة المظلمة التي لا تصل إليها الأيدي بسهولة ووضوح وما دام مسبوقا إليها حرفا حرفا وخطوة خطوة وتشبيها تشبيها فهو بلا شك مدع كاذب في تجربته بل هو يعيش في أحلام وسمادير لا حقيقة لها فربما قرأ الخبر عن غاز من الغزاة فتراه في اليوم الثاني يمشي في الأرض كأنه لساعته نزل من صهوة حصانه شاهرا سيفه يريد أن يطعن ولكن يحبس الخوف والذعر وهذه صورة تلقاها كثيرا فيما كتب عن الخلفية التاريخية لرسالة الغفران كما سماها والعياذ بالله وسأتابع عرض هذه الدعوة والكشف عن خفاياها وروابطها لكي أضع هذه الداعية الجديد في الموضع الصحيح الذي سوف يتبين أنه خطر أي خطر برغم ما تلبس به من أردية الجامعات وما علق على اسمه من الألقاب وما أسند إليه من استشارة وهذا أغرب شيء لأنه كان يقال في المثل المستشار مؤتمن فجاء هذا فنقض علينا أمثالنا كما نقض علينا ألفاظ لغتنا، ومع ذلك، فالعرض مستمر.