كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

ان كان لم يبد لأغمار سركم ... فانه لى في أكنانه بادى
لقد أكلتم بأمر كله كذب ... على تقادم أزمان واباد
ورابنى أن أحبارا لكم رسخوا ... في العلم ليسوا على حال بعباد
وصدق الشيخ رحمه الله من كل وجه وقد قصصت القصة فلا يحسبن أحد أن ترداد ذكر أجاكس عوض صبى المبشرين مقصود لذاته انما هو رمز كرموز اليزنان والروم وما توالد عنهما رمز لهذا الدمى التي اتخذها التبشير والاستعمار قديمًا وحديثا لتؤدى ما يراد منها واذن فما إلى هذه الدمية أقصد فهي من الهوان على بالمنزلة التي علمت بل قصدى إلى من يحركه هو واشباهه وأعوانه وشيعته اليوم ومن كان بالأمس يحرك طائفة أخرى من الدمى هلكت بعد أن أحدثت في حياتنا بعيدة الغور.
ولكن لولا أجاكس عوض لكان الجد المحض أغلب على ما أكتب والجد إذا طال فربما ثقل فكان من رحمة الله بنا وبالناس أن سخر لنا أجاكس عوض حتى يحدث لنا وجود اسمه وتكراره طرفا من الانبساط والفرفشة يتخلل ما نعانى من جد الحياة وما ينبغى أن نحمل من أثقالها.
وهذا أوان كشف الستار عن "سِرْك أجاكس عوض" إذا ادك ما فيه من الجد وأثقلك ساعات فأنت واجد فيه ما يرفه عن نفسك ساعة أو بعض ساعة ولا تكن مثقفا يعيب على أنى لم أكن موضوعيا فهذا اعتراض غث اعتراض مثقف من جنس أجاكس عوض الثقافة عنده ألفاظ يمضغها ويلوكها في ساحة السرك فانى انما خلطت هزلا بجد لانى عرضت لادمى هو هزل كله ولكن المقادير وضعته بحيث يحمل ما يقوله محمل الجد فحدثنى كيف أستطيع أن أتقى ما لا مفر منه من الهزل الناشب في حَلْق الجدٌ؟

الصفحة 14