مخادعا شديد الخداع ويعرفه الناس مخدوعين أشد الانخداع فكان بينا لي أن أجعل همي كشف الزيف المفضي إلى الخديعة لأكشف الأخطاء التي خشى أن يصدقها الناس وكان بينا لي أيضا أن انخداع الناس بهذا الإنسان مأتاه من طريقين طريق صحيفة الأهرام التي وثق الناس بها لظنهم أنها منذ انتزعت من أيدي أعدائهم صارت إلى أيد أمينة لا تخون الأمانة = وطريق اللقب الذي يحمله هذا الإنسان وصاحبه عند الناس أمين أيضا لا يخون الأمانة فعندئذ لم أجد طريقا أهدي لي وللناس من أن أبدأبتحليل شيء من كلام هذا الإنسان على وجه الدراسة الأدبية ليكون بيان زيفه إثباتا قاطعا على أن حامل هذا اللقب لا يستحقه بوجه من الوجوه حتى يتبني لكل أحد أنه دعى ثرثار لا يحسن شيئا من مناهج دراسة الآداب على وجه يليق بحامل هذا اللقب وأظنني قد بلغت في ذلك ما أريد وأظنني لم أظلمه قلامة ظفر في شيء مما كتبت عن مناهج الدراسة الأدبية ولم أجعل همي الكشف عن إدعاء هذا الدعي وحسب بل جعلت همي أيضا أن أزيل الخبث من طريق الدراسات الأدبية لعلمي أن هذه الدراسة هي أخطر الدراسات في أمم الأرض جميعا ولن الغش فيخا خفي ينساب وهو لخفائه شديد التأثير في عقول الناس وفي تفكيرهم وبالغ الضرر في حياة الإنسان عامة ومنذر بخطر يغتال الفكر الإنساني ويؤدي إلى تدمير الثقافة والحضارة جميعا لأنه يعتمد على الكلمة المنسابة التي تركب الألسنة وتنفذ في العقول فتهدد سلامتها وبراءتها من الآفات ومعلوم بالبديهة أن الغش والتزييف في العلم لا يؤذيان كأذاهما في الدراسات الأدبية لأن كشفهما في العلوم سهل وميسور ولكنه في الآداب عسير شديد العسر.
فكان بينا عندي وينبغي أن يكون كان بينا عند القارئ أني لم أكتب ما كتبت لأناقش عالما أو أدبيا أو مثقفا بل العكس هو الصحيح إذ كان هذا الإنسان عندي ليس بعالم ولا أديب ولا مثقف بل هو كان عندي دعيا قد اتخذ هذه الصفات بشكل ما وسيلة لنشر خبائث يكتم حقيقتها عن الناس ويدسها في تضاعيف كلامه كما يفعل كل داعية يبتغي الفتنة ولا يبغي شيئا غير الفتنة ليصل إلى غايته فيما يدعو إليه فمن أجل ذلك لم أكد أفرغ من إقامة الدراسة الأدبية على