نهجها حتى عمدت بلا التواء إلى تجريده من هذه المراقع التي كان يتخفى فيها تزييفا على الناس ودبيبا إلى غفلاتهم بالخديعة والمكر فلم أتردد في خلال ذلك لحظة واحدة في وصف هذا الإنسان بالصفات التي تنطق بها كتابته وأعماله مجردة من كل مداهنة في الحق لأن ذلك ليس من شيمتي ولأن التردد دزنه عجز وتخوف وخيانة للأمانة.
نعم كنت خليفا أن أدع التصريح إلى اتلويح لو كنت أعده داعية مفتونا بدعوة ينفرد بها ويؤرؤيد التنفيس عن نفسه بالثرثرة ولكني كنت أعلم علما لا يخالطه ارتياب أنه شيء تحركه قوى شريرة أعرفها خبرتها بنفسي ووجدت آثارها يوما ما في عقلي ووجداني وعلمتها قوى متضافرة شديدة الخطر تتربص بأهلي وعشيرتي وبلادي الدوائر فلم أستحل أن أعامله معاملة الداعية المنفرد بدعوته المنفس عن نفسه حر الاحتراق بما يجد من النار الآكلة وكيف أداهن أو ألوح والنذر من حولي تصرخ وتعوي وكل نذير يهدد بسوء عاقبة الغفلة عنه وعن أمثاله؟
وأنا امرؤ لا أحب الهمس والدندنة في الآذان سرا ولا أحب التناجي الخفي بالإثم والعدوان تحت ستار الظلمة وأكره من يدور باللائمة من مجلس إلى مجلس غير معالن ولا مصرح فمن أجل ذلك كتبت هذا لأهتك هذا الستر البغيض إلىت النفوس الصحيحة ولأبين لما لا يعرفني نهجي الذي أسير فيه معلنا بلا جمجمة ولا استخفاء فمن شاء أن يلوم بعد ذلك فليلم ما أحب اللوم فإني مؤديها على النهج الذي لا تزل بي فيه مداهنة أو تلويح ولا تحبس خطواتي فيه مخافة أو تهديد أو مناجاة بالإثم والعدوان.
أما صحيفة الأهرام التي مكنت لهذا الدعي وهيات لها الداعية الجديد أن يتصرف في بعض صفحاتها بنفسه وببعض شيعته تصرف المالك فإني لا أزال أحمل فعلها على أحسن محمل أطيقه وألتمس لها العذر بعد العذر لظني أنها وقعت في شرك لم تدر كيف تخلص منه وعسى أن تجد هي الطريق إلى الخلاص باليقظة والتنبه ويحسن الرعاية لمصلحة الأمم التي تعدها أول صحيفة تعبر عن أهدافها وتعمل مخلصة جاهدة في سبيل الخير. وعسى أن تجد لنفسها مخرجا