كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

فيأبي على زويمر القس المبشر حسن خلقه وتمام ديانته وروع نفسه إلا أن يكون انعقاد المؤتمر في بيت زعيم الثورة وقائد النهضة أحمد عرابي المسلم العربي فيفتح زويمر برئاسته هذا المؤتمر في 4 إبريل سنة 1906 في القاهرة في بيت عرابي في باب اللوق والرجبل يومئذ عاد من منفاه وحرم ماله وداره فهو مقيم ببيت أولاده بشارع خيرت وحسبك أن تعلم أن أحد هؤلاء المؤتمرين قد وقف تحت سقف هذا البيت يعرض اقتراحا بإنشاء مدرسة جامعة نصرانية تتولى كل الكنائس المسيحية الإنفاق عليها لتتمكن من مزاحمة الأزهر بسهولة (1)، ثم ختم كلامه بهذه العبارة:
"ربما كانت العزة الإلهية قد دعتنا إلى اختيار مصر مركز عمل لنا، لنسرع بإنشاء هذا المعهد المسيحي لتنصير الممالك الإسلامية".
لم يكن مؤتمرا للتبشير، بل كان مؤتمرا لانتقام خسيس لا يصدر عن قلب سليم أبدا وكذلك كان فعلهم في عشرات من الحوادث وتلك كانت آدابهم فكيف يلام تلميذ لهم إذا نشر في مناسبة الإسراء والمعراج بما يتوارث من هذه الأخلاق كلاما لا يليق أن يقال وبأسلوب صاحبنا الذي ظن العزة الإلهية قد دعته إلى مصر يا سبحان الله وإلى قريب حتى نفرغ من أخطار هذه القضية.
__________
(1) هذه الدعوة تمخضت عن "الجامعة الأمريكية" بالقاهرة.

الصفحة 158