كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

لا يكون قارئ الرسالة قد اطلع على ما قال الدكتور مندور فمن أجل ذلك أحببت أن ألخص له فحوي ما قال.
زعم الزميل القديم أن هناك معركتان تدوران في الصحف والمجلات إحداهما حول الشعر والثانية حول أبي العلاء المعري وتراثنا القومي كله وبعد أن أفاض فيما قال عن معركة الشعر التفت إلى كي يقول ولسوء الحظ عاصرت هذه المعركة الضالة معركة أخرى أثيرت حول ما كتبه أحد كبار مثقفينا عن أدب الرحلة في العالم الآخر ويعني بذلك لويس عوض وأنا بلا ريب لا أنكر على الدكتور مندور حقه في أن يصف لويس عوض بما يشاء فهو مسئول عما يقول ولكن أنكر عليه أن يسمى هذا الذي أكتب معركة فهذه مبالغة لا أحمدها له فإن الذي أكتبه ليس معركة بل هو كما بيت مرارا كشف عن تزييف إنسان يحمل لقبا لا أدري كيف حمله غر بعض الناس حتى زعموه مثقفا وليس به بل هو ممخرق عظيم المخرقة على الناس وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أوقن أن الدكتور مندور لم يقرأ حرفا مما كتبت في الرسالة ولا على من ذلك ولكن الذي على أن أعاتب الزميل القديم إذ دل ما كتبه على أنه لم يقرأ أيضا حرفتا مما كتب لويس عوض لأنه لو كان قرأه لما أنشأ هذه الكلمات التي أذاعها ثم نشرها في روز اليوسف.
وحسبك أن تعلم أن لويس عوض قال أن أبا العلاء تعلم باللاذقية وأخذ آداب اليونان وفلسفتهم في لغتها الأصلية من راهب دير اللاذقية وهو دير الفاروس فيأتي الدكتور مندور فيقول أو لويس عوض اجتهد في البحث عن تأثر أبي العلاء بالونانيات ويدهي أن هذا التأثر تم بواسطة راهب يوناني اتصل به أبو العلاء في حلب وأفاد منه فهذا الخلط كله لا يأتي من قارئ قرأ ما قاله لويس عوض قم قرأ ما كتبته ورددته عشرات المرات في المقالات التي ينقدها وينصب نفسه حكما عليها.
ولا على أيضا من ذلك إن شئت ولكن الذي على أن أجعل كل قارئ للرسالة حكما فيما كتبت هل وجد أحد أني لجأت إلى التجريح الشخصي وإلى الأسلحة غير الشريفة وإلى إثارة فتنة قومية ودينية كما يقول الدكتور مندور؟

الصفحة 162