أصحيح هذا إذا كان الدكتور مندور مستهينا بالألفاظ التي تجري على لسانه أفيظن أن الناس يستهينون بعقولهم التي بها يفكرون ثم من يكون لويس عوض هذا حتى أرتكب له هذه الخساسات التي ينسبها إلى زميل قديم وإذا كان هذا الإنسان معدودا عند الدكتور أحد كبار مثقفيه هو فهل يظن أن أحد يوافق على أن هذا الخلق الذي لا يمثل شيئا يمكن أن يمثل طائفة قومية وفرقة دينية حتى يكون ما يكتب عن كشف زيفه وإماطة اللثام عن نطارة جهله واضطراب تفكيره واختلاط عقله سببا في إثارة فتنة قومية ودينية هذا عجب فوق كل عجب!!
ومع ذلك فهذه الألفاظ الجريئة التي لا يستحل رجل غير مستهين بالناس أن يصف بها أحد من الناس بلا بينة إنما هي ألفاظ ممجوجة قد ملتها الأسماع منذ قديم يوم كانت تتخذ أداة للإرهاب وإسكات الألسنة والأقلام، والدكتور خبير بما أعني فيما أظن وللدكتور مندور ما شاء من الحق بعد اليوم أن يستخدم هذه الألفاظ ما حلا له استخدامها وطاب مذاقها في فمه ولكن ليعلم أنها ألفاظ بالية المعاني لا تخيفني ولا ترهبني ولا تمنعني من وضع هذا الإنسان في حاق موضعه من حركات التدمير التي تراها بأهلي وعشيرتي وبلادي رفض ذلك الدكتور مندور أم لم يرفضه وهي أيضا لن تمسك قلمي من تمزيف هذه الظلمات التي يتخفى فيها هو وأمثاله رحب بذلك الدكتور مندور أم لم يرحب فإنه يقول في كلمته التي أنشأها في روز اليوسف إني أرحب بكل معركة أدبية أو فنية نظيفة هكذا قال ولكني أرفض كل الرفض التجريح الشخصي والتهم الخطيرة الباطلة وهكذا يقول أيضا التي يجب منعها وهكذا يقول أيضا حتى لا تثير فتنا قومية ودينية ما أغناها عنها وما أحوجنا إلى عكسها أو كما قال ورحم الله شيخ المعرة إذ يقول:
وكيف يؤمل الإنسان رشدا ... وما ينفك متبعا هواه؟
يظن بنفسه شرفا وقدرا ... كأن الله لم يخلق سواه!
وما أحوج كل امرئ منا إلى عظة هذا الشيخ الجليل رحمه الله وغفر له وجعل كل لسان سوء محمدة له عند ربه يوم يقوم الناس لرب العالمين.