ريب لا يستطيع مجيب أن يقول إن هذه المقالة تجرحني وتؤذي مشاعري فإنه عنئذ يكون متجنيا أكبر التجني في إلزام من لا يدين بدينه أن يدين بمدلولات ألفاظ لا أصل لها في عقيدته أليس كذلك فاستخدام الدكتور مندور أسلوب الحكيم في عرض هذه المسألة ضرب من المغالطة وتحويل للأمر كله عن مستقره وإدخال للسفسطة في مقام لا يحسن فيه إلا صريح العقل والمنطق وإذا جاز للدكتور مندور أن يقول هذا للمسلمين حتى ينتهوا عن إنكار ذلك على من يستعمله لجاز أيضا لمن يعكس الأمورمن المسلمين أن يقول لأهل المسيحية أرجوكم أن لا تستعملوا لفظ الخطيئة والخلاص والفداء والصلب لأن ذلك يجرح مشاعر المسلمين أمن العدل أن يطالب أحد نصرانيا بمثل هذه الحجة المتهافتة هذا خلف من القول ردئ.
وأمر الدين أمر جلل لا يقضي فيه الدكتور مندور أو لويس عوض أو غيرهم بما يشتهي هو ويحب بألفاظ يراها هو دالة علة معنى مفهوم وهي لا دلالة لها إلا على سوء تصور الأمورالمشكلة التي تفضي إلى أكبر الأخطار فقول الدكتور مندور إننا نحن المسلمين نعتبر جميع البيانات السماوية جزءا من تراثنا الروحي للبشرية جمعاء قول لا يقوم على ساق صحيحة ولا ساق عرجاء وليس يصح له أن يذيع مثل هذا على الناس بلا احتفال ولا تقدير لدلالالته وأقل ما فيه من الخطأ أن قائله لا يحسن أن يفرق بيت معنى الديانة كما يعرفها كل ذي دين وبين معنى الكتاب الذي أنزل الله على نبي من أنبيائه فالمسيحي مثلا لا يعد الديانة اليهودية ولا الديانة الإسلامية جزءا من تراثه الروحي ولا انتفض عليه دينه = واليهودي أيضا لا يعد الديانة المسيحية ولا الديانة الإسلامية جزءا من تراثه الروحي وإلا انتفض عليه دينه = وكذلك المسلم لا يعد الديانة اليهودية ولا الديانة المسيحية جزءا من تراثه الروحي وإلا انتفض عليه دينه لأن كل ديانة من هذه الثلاثة عقيدة شاملة منتزعة من كتابها كما هو عندنا وكما تفسره وكل عقيدة منها تنقض كثيرا من عقائد الديانتين الأخريين فغير معقول بوجه من الوجوه أن تعد شيئا مما تنقضه جزءا من تراثها الروحي إلا غذا كان معنى التراث الروحي متسعا للتناقض الذي لا يقبله عقل عاقل!!