كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

نقلت كل هذا مضطر على ما فيه من الركاكة والسقم ولكنهما لا يحولان دون إدراك حقيقة ظاهرة هي أن الأخبار المذكورة كلها حقائق مفروغ من دراستها وظاهر أن الدكتور لويس عوض لم يطلع على شيء قط مما كتب عن المعري إلا على كتاب الدكتور طه حسين وحده لا في العربية ولا في غيرها من الألسنة اليت يقول عن نفسه إنه درسها وسأدع خلطا كثيرا معقدا كتعقيد الجو السياسي اذي أعاش فيه شيخ المعرة لأكشف عن هذه الحقائق التي أراد أن يجعلها من ابديهيات امسلمة فهو يزعم أن المعري تعلم كأنطاكية وهو صبي وأنه كان يختلف إلى مكتبتها مع أسامة بن منقذ وهذه هي القصة كما ذكرها الدكتور طه في كتاب ذكرى أبي العلاء في شأن رحلته إلى أنطاكية قال:
" نعم أن التاريخ لا يوقت لنا هذه الرحلة ولكن رواية تؤثرعن أسامة بن منقذ خبرتنا أنه لقي بأنطامية صبيا مجدورا ذاهب ابصر يتردد على مكتبتها فامتحنه فبهره حفظه واستظهاره ثم سأل عنه فقيل هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان امعري ولا شك في أن هذه ارواية إما أن تكون منتحلة وإما أن يكون اسم أسامة قد وقع فيها خطأ موقع اسم أحدآبائه من أبناء منقذ فإن أسامة ولد سنة 488 أي بعد موت أبي العلاء بنحو أربعين سنة".
وهذه بلية من البلايا! فأستاذ جامعي ينقل من كتاب يعترف هو بلسانه أن صاحبه كان هو مفتاحه الأول ويا للعجب إلى أدب المعري في حداثته وفي شبابه وفي كهولته أي هو مشغول بالمعري طول حياته ثو لا يقرأ إلا أسطرا ثم يقفز فلا يرى ما قاله صاحب الكتاب في نقد هذا الخبر أي بلية أكبر من هذه البلية على صاحب المنهج وليته اقتصر على هذه البلية بل زادها بلية أخرى فنص الخبر كما ذكره الدكتور طه يقول إن أسامة بن منقذ لقى صبيا مجدورا يتردد على مكتبة أنطامية فيأتي هو فيزعم أنه كان يختلف إلى مكتبتها مع أسامة بن منقذ حتى يوهمك أنهما قرينان أو صديقان ثم يتمم البلايا بإدعاء وتظاهر فيقول فيما روت كتب القدماء كأنه عرف ما هذه الكتب وكأنه زاد على الدكتور طه فاطلع على ما لم يطلع عليه!

الصفحة 23