كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

بكامبردج" قد أَوحى اليه ان الذى كان بعد هزيمة "عرابي" وتآمر العام المسيحي الأوربي عليه يوكئذ كائن مرة أخرى في عهدنا هذا وان هذا الاجاكس السخ سوف يقف في نؤتمر مبشرين تحت سقف بيت احد من رجالنا كما وقف القسيس زويمر تحت سقف بيت عرابي ليول هو يومئذ ما قال القسيس المبشر المختل العقل ربما كانت العزة الالهيه قد دعتنا إلى اختيار مصر مركز عمل لنا لنسرع بانشاء هذا المعهد المسيحي لتنصير الممالك الإسلامية إذا كان قد اوحى اليه مثل هذا فصدقه ويقينى انه مصدق بما اوحى اليه فانه يكون قد فقد كل ذرة من العقل يكون بها معدودا في أبناء ادم عليه السلام.
أيريد هذا المسكين ان اردد على الناس بعض ما يقوله للشباب وقد اخذ صورة الواعظ البروتستانتى في وقفته مباعدا بين رجليه عاقدا يديه وراء ظهرة وهو يظن انه يخاطب الاجيال الصاعدة ان اليمين قد تحرك ولابد لليسار من وقفه يدفع بها حركه اليمين ولوادى الامر إلى حمل السلاح في الطرقات!! (1) والسلاح بالطبع هو الشوم والعصى واغصان الاشجار وسيف ابى حيه النميرى الذى كان من خشب والمعلم يعقوب أجاكس الغزوه الفرنسيه في عهد نابليون ما اسخف هذا الانسان الذى رفع عنه القلم اى الذى لا يحاسب على ما يقول!
أيحب هذا الخلق الشرلتانى الذى يختفى وراء الرموز ان اللناس من الملك ميداس الذى ارسل من خزائنه ما يتراءى له من سمادير المخمورين فيرى جيوشا من الهوام وخسيس الحشرات منها الخنافس والعقارب والحيات الصغيرة بحجم الكف والجعارين الذهبيه ومن الملك ميداس الذى زعم ان مندورا ناداه وهو في فراش الموت وقال له يا اخى البس دروعك وتأهب لنخرج معا في غزوه جديده عظيمه ولنطلب في هذه المرة الملك ميداس نفسه، ذا
__________
(1) هذه الألفاظ تكاد تكون هي نفس ألفاظ لويس عوض، قالها لبعض الشباب في جلسة جمعتهم به في إحدى المكتبات المعروفة.

الصفحة 342