كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

المحتال لم يكن فكر قط حين لقى مندورا كما زعم بفرنسا سنة 1938، 1939 الا في التعبد باليونان وغير اليونان كما ذكرت ذلك في مقاله ولم يخطر بباله قط ان بلادنا يومئذ كانت تمر باقسى المحن التي تمر ببلاد ولكن من يستطيع ان يزعم ان هذا الانسان قادر على ان يشعر بشئ إذا كان هو باغترافه في "بلوتولند" وقصائد أخرى ظل ما بين العشرين إلى الثانية والثلاثين لم يقرا حرفا واحدا بالعربية الا عناوين الاخبار في الصحف السيارة وبعض المقالات الشاردة الزمته الضرورة السياسية بقراءتها ومعنى ذلك انه لم يكن يعرف شيئا عن بلادة وما يجرى فيها من سنة 1935 إلى سنة 1947 حين وضع الحبل في عنقه شيخه البائس المسكين التالف سلامه موسى وجرة إلى المجله اليهوديه التي كانت تصدر في مصر باسم الكاتب المصرى كما بينت ذلك في المقالة السادسة:
(فائدة ولد هذا المسمى لويس عوض أجاكس في قريه شارونه بمديريه المنيا في 5 يناير سنة 1915 وقضى سنوات طفولته في الخرطوم حيث كان ابوه موظفا بحكومه السودان فاحرص على هذه النكته اللطيفه فانها مفيدة إذا انت احسنت استعمالها!!).
فاذا كان ذلك كما حدث هو عن نفسه صحيحا وهو صحيح بلا ريب فحدثنى ما الذى كان منه بعد عودته من تحت اشجار الدردار عند الشلال بكامبردج في سنة 1940 إلى سنة 1947 واى شئ كان يرجى من مثقف هكذا والله ظل لا يقرا حرفا واحدا بلغة بلادة سبع سنوات هي أيضًا من اقسى السنوات في تاريخنا واذا كان فتى في العشرين من عمرة سنة 1935 قد انقطع عن متابعه الاحداث الكبرى في بلادة إلى سنة 1947 فبأى شئ يستحل هذا الفتى في سنة 1965 ان يجئ يتكذب بعد ما وقف يتنبا على تلال اورشليم وهو يكتب عن ابى العلاء ودراسته على الرهبان فيزعم انه خرج هو ومندور "فى صباح الحياة إلى قصر الربة اثينا صانعه الدروع لتصنع لنا دروع الفكر وتملا جعابنا بسهام الحريه وفي صباح الحياة عدنا معا لنحاصر طراودة، مدينة
__________
(1) انظر ما سلف ص: 25

الصفحة 344