ما الذى يحمل المرء على الكذب والتنفخ والادعاء اهو فطرة يفطر عليها الكذاب ام هي نقيصه يجدها المرء فيريد ان يسترها بالألفاظ التي تحتال على القارئ أو السامع ام هي حكه في اللسان كالجرب لا يشفى منها الا هرش اللسان بكلمات يدهورها عليه ام هي لا هذا ولا ذاك ولا تلك بل هي سورة كسورة الخمر تاخذ شاربها حتى ينتشى فاذا انتشى عاود فاذا عاود ضرى عليها فاذا ضرى عليها صار مدمنا لا يفيق من نشوه الكذب والتنفخ والادعاء حتى تتبين العربدة في الكلمات في حالتى الصحو والسكر بلا فرق بين الخمار والافاقة واى ذلك كان فالكذب خليقه مرذزله وخصله مستهجنه وخبيثه من الخبائث تحتاج إلى أجاكس غير ممسوخ حتى يدمرها ويحرقها كما احترقت طراودة في القديم.
وارانى اخذتنى العدوى فلجات إلى الرموز مع انى ارى اللجوء إلى الرمز ضربا من الجبن اللغوى فاللغة إذا اتسمت بسمه الجبن كثر فيها الرمز وقل فيها الاقدام على التعبير الصحيح الواضح المفضح ولا تقل ان الكنايه شبيهه بالرمز فهذا باطل من قبل الدراسه الصحيحة لطبيعه الرمز وطبيعه الكنايه والمجاز وانا استنكف من الرمز في العربية لان للعربيه شجاعه صادقه في تعبيرها وفي اشتقاقها وفي تكوين احرفها ليست للغة أخرى واذا كانت اللغة هي خزانه الفكر الانسانى فان خزائن العربية قد ادخرت من نفيس البيان الصحيح عن الفكر الانسانى وعن النفوس الإنسانية ما يعجز سائر اللغات لانها صفيت منذ الجاهليه الولى المعرفه في القدم من نفوس مختارة بريئه من الخسائس المزريه ومن العلل الغالبه حتى إذا جاء إسماعيل نبى الله بن ابراهيم خليل الرحمن اخذها وزادها نصاعه وكرما واسلمها إلى ابنائه من العرب وهو على الحنيقه السمحه دين ابيهم ابراهيم فظلت تتحدر على السنتهم مختارة مصفاه مبراه حتى اظل زمان نبى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم فانزل الله بها كتابه بلسان عربى مبين بلا رمز مبنى على الخرافات والاوهام ولا ادعاء لما لم يكن ولا نسبه كذب إلى الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
فمن أجل ذلك كرهت الرموز ورايتها قدحا في العربية وتشويها يلحقها،