- 2 -
ليس حسنا، بل معيبا أن يتخذ كاتب قلمه أداة لخداع القارئ عن عقله والتغرير به ولكن هكذا كان! فإن الدكتور لويس عوض انتحل لفظ المنهج وأجرى به قلمه ليخدعنا فيما يتوهم هو عن عقولنا فمنذ بدأ مقالته عن رسالة الغفران لم نزل نسمع للمعأول في الأحجار الصم صليلا وزجلا أي طنينا وجلبة وألح على ذلك حتى أقام ستارا كثيفا من غبار القرون الخوالى منذ عهد هوميروس يحجب شخصه عن عيوننا وفعل ذلك كما عرفنا بعد لكى يتسنى له أن يحرج عن شيخ المعرة وعن رسالة الفران وعن ابن القارح فلما مثيرا متلاحق البكرات مثل أفلام كوفاديس والمصارعون والرداء ثم إذا بنا نراه يخرج من وراء الحجب ليعرض علينا أفلامه في بنية مظلمة أي بناء مظلم بناها لأفلامه وسماها منهجا اصطفاه واختاره ليعيننا زعم على معرفة موقف هذا الرجل العظيم من أفكار عصره ومن أحداثه ومن رجالاته ومن أحواله بوجه عام والحقيقة هي أنه طلع علينا بسلامة طويته وبالمعروف من أحواله بوجه عام والحقيقة هي أنه طلع علينا بسلامة طويته وبالمعروف من إخلاصه وتنزهه عن الهوى ففعل بنا وبشيخ المعرة وبرسالة الغفران وبابن القارح ثم بعصرهم جميعا وبرحالاته وبأفكاره وبأحداثه وبأحواله بوجه عام أبشع مما دل عليه ظاهر كلامه أنه فاعل وذلك حين عرض علينا شيئا سماه الخلفية التاريخية لهذا العمل العظيم ونعوذ بالله وحده من سوء تراكب الألفاظ ومن سوء اختيارها ولأمر ما قال القائل قديمًا
قد عرفناك باختيارك إذ ... كان دليلا على اللبيب اختياره
واذا بى كأنى أرى شيخ المعرة قد هب من تحت أطباق رمسه ينفض عن أكفانه تراب القرون وكأنى أراه مائلا مضئ القسمات في حنادس هذه البنية المظلمة وكأنى أسمعه يقول للناس مستنكفا ساخرا لاذعا كاعدته ما هذا هل هو الا