من الجهل والغطرسه بيد ان هذا الصراع كان مفهوما على غير وجهه يومئذ لان مهارة المستعمر ودسائسه الخفيه ومكرة الغور جعل ظاهر الامر صراعا سياسيا محضا اى صراعا بين احزاب تريد ان تتولى الحكم تحت السلطان هذا المستعمر مع ان هذا الصراع في الحقيقه كان صراعا بين حضارتين طال بينهما الصراع دهورا طوالا كان صراعا بين أرض العرب والاسلام وبين أوربة المسيحية التي صارت لها الغلبه في الأرض كان بين العرب ودينهم وادابهم وثقافتهم وبين اعاجم أوربة ودينهم وثقافتهم وكان عمل دنلوب ومدارسه وما يمثله من قوى التبشير والاستعمار هو ان يحوز إلى صفه عن طريق الثقافة اعوانا من أهلي وعشيرتى وابناء ابى وامى ليتكلموا بلسانه ويحاربوا بالكلمه اهلهم وعشيرتهم وابناء امهاتهم وابائهم كان عمل دنلوب ومدارسه ان يشق الأمة بشقين شق يدور في فلك ثقافته كما يريد لنا ان نفهم ثقافته ويعطى هذا الشق كل اسباب بقائه من احترام وتقدير وغنى وسلطان وبهرج يفتن العيون وشق متحير في ثقافته يتشكك فيها يوما بعد يوم وتلقى على هذا الشق تبعه كل تخلف وجهل وضياع وبؤس مؤيدا وغنى وسلطان حتى يتمكن الشق الأول من قذفه كل يوم بما يتاح له من سهام تزيده جروحا تنزف حتى يتهالك صريعا مثخنا قد اثقلته الجراح فلا يطيق ان يتحرك ثم لا يملك بعد ذلك الا ان يستسلم ويترك الزمام للشق الأول.
***
من هذه العجالة الخاطفة التي اكتبها بغير تفاصيل والتى بينت في مقالاتى السالفه بعض ملامحها الظاهرة في تاريخنا الحديث كالدعوه إلى العامية وتحقير تراث العرب ومحاوله بث الرموز اليونانية والمسيحية في ادابنا والابغال الماكر في الطعن على ماضينا كله رجاله وتاريخه ومعتقداته وشرائعه من هذه العجالة الخاطفة استطيع ان اقول للقارئ انى حين بدأت أكتب لم يكن من همي ان اناقش أجاكس عوض في القمامة التي جمعها من "كتاب جروسيه الشهير في