كتاب أباطيل وأسمار (اسم الجزء: 1)

الى مكة، ومن بعدها اتجه إلى القدس سافتح الشرق والغرب وسانشر في كل مكان دين الصليب"!!
ومعلوم بالطبع ان الامر لم يكن بيانا ملتهبا وحهه الباسيل فوكاس مكتوبه باللغة العربية ولكن الفارس الصليبى أجاكس عوض كان يتحدث عن نفسه بلسان الباسيل فوكاس وزين له غروره بعد ذلك كله ان يسمى هذا الهراء ما نفيستو صريح الاغراض والخطه وانه كما كذب اعنى كما قال يعد في ذمه اكثر المؤرخين البدايه الرسميه للحروب الصليبية وهذا هراء اخر ثم يقول بعد ذلك الذى سماه بيانا أو ما نفستو قد كان ينتظر ان يكون له رد فعل قوى ولكن التاريخ لا يذكر ردا قويا على بيان فوكاس الا رساله وضعها فقيه في طشقند اسمه القفال يرد بها على دعاوى الباسيلوس فوكاس وهى رساله دينية تقارن بين العقائد ومعلوم بالطبع أيضًا ان هذا كله جهل وسوء أدب فالقفال احد الائمه الذين لا مكان للمقارنه بينهم وبين شئ من عظماء مفكرى اليونان فضلا عن هؤلاء السخفاء البيزنطيين كالباسل فوكاس وساكشف خبرة حين يأتى ميعاده والذى كتبه القفال انما هو قصدة رد بها لعلى هراء فوكاس تسليه وضربا من التفكه لا رساله دينية تقارن بين العقائد"!!
فلما قرأت هذا الجهل كله مصبوبا في ربع عمود من صحيفة الأهرام وعملت ما وراء ه وتبينت أشد منه في سائر المقالة راجعت نفسى وتسائلت عن حقيقة هذا الانسان أجاكس عوض فعلمت ان له سلطانا على بعض المغرورين به المخدوعين بالورقه التي منحها اياه احدى هيئات التبشير في برنستون وما ادراك ما برنستون!! (1) فعندئذ عزمت على ترك كل ما كان يحول بينى وبين الكتابة وعزمت على ان اكشف عن حقيقه ما يجرى في بلادى منذ عقلت إلى ان كان أجاكس عوض ثم اضع هذا الاجاكس الجديد في موضعه من الحرب الصليبية الدائره الدائرة لا في ميدان القتال بل ميدان الثقافة والفكر والاجتماع.
__________
(1) انظر ما سلف: 78، 338.

الصفحة 355