فمن ظن بعد ذلك انى جئت اناقش أجاكس عوض فقد اخطأ التصور انما جئت لاكشف عن ثياب الفارس المحترف التي كان يخفيها تحت لفظ الدكتور.
ومع ذلك فقد أراد الله ان يحقق هذه الصفه التي استنبطتها من مجرد قراءه ما يكتبه أجاكس عوض والتى كان بعض الناس يتشكك فيها ويظن انى قد جمعت مهاراتى لكى ابن عنها لا بشئ اكتبه انا بل بشئ يقال فيه ما يجرى في المثل العامى مسكوا فرعون بخطه فقد أراد أجاكس عوض ان يشيع زميلى محمد مندور برثاء مثقف فكتب في صحيفة الأهرام الجمعه 27 من المحرم سنة 1385 كلاما يمضغ فيه رموزا يونانيه ويجترها فزعم ان مندورا كان هو اخيل هازم طراودة وشبه نفسه باجاكس وقد زعمت ان اكل الموز هذا حين شبه نفسه باجاكس دل على جهله من ناحيه وكشف عن حقيقه نفسه من ناحيه أخرى ولكنه مه ذلك طابق بهذا التشبيه كل ما وصلت اليه من نتائج في تحليل أجاكس عوض.
فإن هوميروس كما قلت قد جعل "أجاكس بن تلامون" وهو "أجاكس الكبير" بطلا من ابطال الاغريق ذا باس شديد وقوة خارقة وعداوة ملتهبة ولكنه مسلوب العقل والحكمة إذا راى الدم ثار فلم يقف له شئ وشبهه بالثور في النشيد الثالث عشر وبالخنزير المنقض في النشيد السابع عشر ومن كان يحسن قراءه ما يقوله الشعراء عرف ان هوميروس حين صور أجاكس في ميادين القتال انما صور وحشا والغا في الدماء مصبوبا في مسلاخ انسان كان ثورا اغرايقيا بلا عقل ولذلك كانت نهايته ابشع نهايه وذلك انه ما هلك اخيل واجتمع القوم يتقاسمون اسلحته والعداوة والحقد وظل جوفه يحترق فلما جن الليل هاج به جنونه وخرج من عقله جمله فانطلق بلا عقل فراى قطعان الضان المجلوبه طعاما لجيش الاغريق فظنها اعداء فراح يضرب فيها يمينا وشمالا طعنا وضربا حتى وقعت على جنوبها مصرعه فلما ذر قرن الشمس ذر في جمجمه هذا الثور